أربع نقاط رئيسية تكشفها أحدث ملفات وزارة العدل الأمريكية في قضية إبستين

ألقت أحدث دفعة من ملفات جيفري إبستين، التي نشرتها وزارة العدل الأمريكية ضوءًا جديدًا على مسار التحقيقات الفيدرالية المرتبطة بالممول الراحل المدان بجرائم الاتجار الجنسي، كاشفةً تفاصيل حساسة تتعلق بشخصيات سياسية وملكية وشركات كبرى، إضافة إلى توضيحات رسمية بشأن وثائق مثيرة للجدل جرى تداولها مؤخرًا.
وتتضمن الوثائق آلاف الصفحات من المراسلات الداخلية، وأوامر الاستدعاء، والمذكرات القانونية التي لم تُكشف سابقًا، في إطار الإفراج المتدرج عن ملفات القضية التي ما تزال تداعياتها السياسية والقانونية تتفاعل حتى اليوم.
أولًا: أدلة جديدة تتعلق بالأمير أندرو
أبرز ما كشفته الوثائق هو تأكيد أن مدعين فدراليين امتلكوا أدلة تفيد بأن أندرو ماونتباتن-ويندسور، المعروف سابقًا بالأمير أندرو، “انخرط في سلوك جنسي” مع إحدى ضحايا إبستين.
ووفق طلب رسمي لمعاهدة المساعدة القانونية المتبادلة (MLAT) مؤرخ في أبريل 2020، سعت وزارة العدل إلى إجراء مقابلة “قسرية” مع الأمير في حال رفض التعاون الطوعي.
وتشير الوثائق إلى أن المحققين اعتقدوا أن أندرو كان حاضرًا في لقاءات جمعت إبستين وغيسلين ماكسويل مع الضحية، وأنه كان على علم بدور ماكسويل في تجنيد نساء لأغراض جنسية.
ورغم ذلك، شدد المدعون على أن الأمير لم يكن “هدفًا للتحقيق” في ذلك الوقت، ولم تُجمع أدلة كافية على ارتكابه جريمة بموجب القانون الأمريكي.
ثانيًا: تهديد أمازون بازدراء المحكمة
تكشف الملفات أن وزارة العدل هددت شركة أمازون باتهامها بازدراء المحكمة في صيف 2019، قبل أيام فقط من وفاة إبستين في السجن، بسبب تأخرها في الامتثال لأمر استدعاء صادر عن هيئة محلفين كبرى.
ووفق مراسلات داخلية، فشلت الشركة في تقديم سجلات بريد إلكتروني مطلوبة، وقدمت ردودًا وُصفت بأنها “غير كافية”، مع حذف مئات المواد المطلوبة دون تبرير قانوني واضح.
ولم توضح الوثائق طبيعة السجلات المطلوبة بدقة، لكنها أشارت إلى أنها تتعلق بمراسلات أشخاص مرتبطين بتحقيق إبستين. وحتى الآن، لم تصدر أمازون تعليقًا رسميًا على ما ورد في الملفات.
ثالثًا: صورة لترامب وماكسويل على هاتف ستيف بانون
ومن بين المفاجآت، ناقش محققو وزارة العدل العثور على صورة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وغيسلين ماكسويل على هاتف ستيف بانون، خلال مراجعة بيانات هاتفه في إطار تحقيق منفصل يتعلق بإساءة استخدام تبرعات سياسية.
وقرر المحققون عدم اتخاذ أي إجراء إضافي بشأن الصورة، معتبرين أنها لا تستدعي متابعة فورية.
وتشير وثائق أخرى إلى وجود رسائل نصية متبادلة بين بانون وإبستين، ما يعكس تقاطعًا لافتًا بين عدة تحقيقات فدرالية في تلك الفترة.
رابعًا: رسالة مزعومة إلى لاري نصار تبيّن أنها مزيفة
أثارت إحدى الوثائق جدلًا واسعًا بعدما بدت كأنها رسالة انتحار منسوبة إلى إبستين وموجهة إلى لاري نصار، الطبيب المدان بالاعتداء الجنسي.
غير أن وزارة العدل سارعت إلى نفي صحتها، مؤكدة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقق منها وخلص إلى أنها “مزيفة” وأن خط اليد لا يطابق خط إبستين.
وتضمنت الرسالة إشارات إلى دونالد ترامب، لكن السلطات شددت على أن أي ادعاءات تتضمنها لا أساس لها من الصحة.
وتؤكد وزارة العدل أن نشر ملفات إبستين لا يزال مستمرًا، وسط اهتمام سياسي وإعلامي واسع، في قضية ما تزال تكشف، بعد سنوات من وفاة بطلها الرئيسي، عن شبكة معقدة من العلاقات والنفوذ والاتهامات العابرة للمؤسسات والحدود.



