Site icon أوروبا بالعربي

زيلينسكي يطرح شروط خطة سلام تلمّح إلى انسحاب من شرق أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

طرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للمرة الأولى بشكل علني، ملامح مسودة خطة سلام يجري التفاوض بشأنها مع الولايات المتحدة، تتضمن احتمال انسحاب القوات الأوكرانية من أجزاء من شرق البلاد، في خطوة تعكس تعقيدات إنهاء الحرب المستمرة مع روسيا منذ ما يقرب من أربع سنوات.

وقال زيلينسكي، خلال إحاطة صحفية في كييف، إن النسخة المحدثة من خطة السلام التي ناقشها مفاوضون أمريكيون وأوكرانيون تنص على تحويل إقليم دونباس الشرقي، الذي تسيطر القوات الروسية على معظم أراضيه حالياً، إلى «منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح»، لا تنتشر فيها قوات أوكرانية أو روسية.

وأضاف أن هذا المقترح يمثل أحد أكثر البنود حساسية، كونه يتقاطع مع مطالب موسكو الأساسية.

وأوضح الرئيس الأوكراني أن كييف لا تنظر إلى الانسحاب من الشرق كخيار مفضل، لكنه أقر بأن البدائل محدودة. وقال: «هناك خياران فقط: إما استمرار الحرب، أو اتخاذ قرار صعب بشأن المناطق الاقتصادية المحتملة»، في إشارة إلى كلفة الصراع العسكرية والاقتصادية والإنسانية المتصاعدة.

وبحسب زيلينسكي، فإن الخطة المعدلة تحتفظ بضمانات أمنية قوية تقودها الولايات المتحدة، بمشاركة حلف شمال الأطلسي وشركاء أوروبيين، وتوازي في مضمونها التزامات المادة الخامسة من ميثاق الناتو.

وتنص هذه الضمانات على إعادة فرض جميع العقوبات الدولية على روسيا فوراً في حال شنها أي هجوم جديد على أوكرانيا، إلى جانب رد عسكري منسق. وفي المقابل، تُلغى الضمانات إذا أقدمت كييف على أي عمل عسكري «غير مبرر» ضد موسكو.

وأشار زيلينسكي إلى أن واشنطن حذفت من المسودة الأخيرة بنداً سابقاً كان يتحدث عن تعويضات أمريكية مقابل توفير هذه الضمانات، في خطوة اعتبرها محاولة لتسهيل قبول الخطة داخلياً في أوكرانيا وخارجها.

وتشمل الخطة أيضاً التزاماً روسياً قانونياً باستراتيجية عدم الاعتداء على أوكرانيا وأوروبا، والاعتراف بحق كييف في الانضمام مستقبلاً إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الإقرار بحقها في المطالبة بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بها جراء الحرب. كما تدعو الوثيقة إلى إنشاء أدوات استثمارية دولية لتمويل إعادة إعمار البلاد.

ومن بين أكثر البنود إثارة للجدل، اقتراح إدارة مشتركة لمحطة زابوريزهيا النووية، الأكبر في أوروبا، بين السلطات الأوكرانية والروسية والأمريكية.

ورغم تحفظ كييف على أي دور روسي في إدارة المنشأة، أبدى زيلينسكي استعداداً للنقاش مع واشنطن، مشيراً إلى أهمية المحطة للبنية التحتية والطاقة والاستثمارات المستقبلية، بما في ذلك مشاريع استخراج المعادن.

كما تتضمن الخطة بنوداً ثقافية وتعليمية، تدعو أوكرانيا وروسيا إلى إدراج برامج في المناهج الدراسية لتعزيز التسامح بين الثقافات، مع التزام كييف بتطبيق معايير الاتحاد الأوروبي لحماية الأقليات الدينية واللغوية، وهي خطوة قد تتعارض مع سياسات «إزالة الروسنة» التي انتهجتها الحكومة الأوكرانية منذ اندلاع الحرب.

وكان مقترح السلام الأصلي قد أُعدّ في وقت سابق من هذا الشهر من قبل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومسؤولين روس، قبل أن يخضع لتعديلات واسعة خلال محادثات ثلاثية عُقدت مؤخراً.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الاتفاق «أقرب من أي وقت مضى»، فيما أكد زيلينسكي أن وقف إطلاق النار الكامل سيدخل حيز التنفيذ فور التوصل إلى اتفاق نهائي، على أن يخضع لاحقاً لموافقة البرلمان الأوكراني واستفتاء شعبي.

Exit mobile version