تتجه كوسوفو يوم الأحد إلى انتخابات برلمانية جديدة في محاولة لكسر الجمود السياسي المستمر منذ أكثر من عام، وسط شكوك حول قدرة البلاد على إحراز تقدم في مسارها الأوروبي المتعثر.
وتأتي هذه الانتخابات بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة لتشكيل حكومة مستقرة منذ فوز حزب تقرير المصير بقيادة رئيس الوزراء المؤقت ألبين كورتي في انتخابات فبراير، حين حصل الحزب على 42% من الأصوات دون تأمين أغلبية مطلقة.
وحزب كورتي، المعروف بمواقفه الشعبوية اليسارية وسعيه لتعزيز سيادة كوسوفو في المناطق الشمالية ذات الأغلبية الصربية، تسبب في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى اتخاذ بعض التدابير العقابية ضد البلاد.
وحتى الآن، لم توافق أحزاب المعارضة الرئيسية على التعاون مع حركة تقرير المصير، كما فشلت محاولات كورتي لترشيح رئيس للبرلمان، حتى بعد عرضه التخلي عن منصبه كرئيس للوزراء لتهدئة المعارضة.
ورغم ذلك، تظل المعارضة الثلاثية المكونة من الرابطة الديمقراطية لكوسوفو (LDK) والحزب الديمقراطي لكوسوفو (PDK) وتحالف مستقبل كوسوفو (AAK) مرشحة لتشكيل ائتلاف محتمل لمنع تكرار المأزق السياسي.
وقال هاكي أبازي، المرشح البرلماني عن حزب العمل من أجل كوسوفو، إن كورتي يُنظر إليه كشخصية “شعبوية ومُسببة للتشرذم”، مشيرًا إلى أن أي من الأحزاب الثلاثة لن يُشكل ائتلافًا معه.
في المقابل، تؤكد حركة تقرير المصير أن فترة ولاية كورتي شهدت تعزيز المؤسسات الديمقراطية وتحسن المؤشرات الاقتصادية وتوسيع الحماية الاجتماعية، وأن الحزب يتمتع بدعم شعبي واسع، حسبما صرحت ليزا غاشي، نائبة وزير الخارجية بالوكالة ومرشحة الحركة.
وبينما يتطلع المواطنون إلى انتخابات تحقق استقرارًا سياسيًا، يظل مسار كوسوفو نحو الاتحاد الأوروبي متوقفًا، إذ لم يُحرز تقدم يذكر منذ تقديم الطلب في عام 2022.
وقالت الرئيسة فيوسا عثماني خلال قمة الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان إن البلاد ما زالت تواجه قيودًا بسبب خمس دول أعضاء في الاتحاد لا تعترف بها، وهي قبرص وسلوفاكيا وإسبانيا واليونان ورومانيا، ما يزيد من صعوبة تحقيق التكامل الأوروبي.
وتحمل الانتخابات أهمية كبيرة فيما يتعلق بالتمويل الأوروبي المحتمل، إذ تخاطر كوسوفو بفقدان إمكانية الوصول إلى خطة نمو بقيمة 6 مليارات يورو لمنطقة غرب البلقان إذا فشلت في تشكيل حكومة مستقرة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
وأكد بيسار جيرجي، خبير التكامل الأوروبي، أن البلاد “لا يمكن أن تتحمل عامًا آخر يضيع بسبب عجز السياسيين عن تقديم الحلول”.
كما يثير التصويت اهتمام المجتمع الصربي، إذ صرح الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بأنه يأمل في فوز كبير لحزب القائمة الصربية لتمثيل مصالح الأقلية الصربية في كوسوفو، معتبرًا أن هذا ضروري لضمان حماية حقوقهم، في ظل استمرار صربيا في عدم الاعتراف باستقلال كوسوفو وتسميتها بالإقليم السابق “كوسوفو وميتوهيا”.
يُذكر أن كوسوفو وصربيا وقعتا اتفاقية تطبيع في 2023 تتضمن الاعتراف المتبادل بحكم الأمر الواقع بسيادة كل منهما، إلا أن توترات مستمرة تعيق العلاقات بشكل كامل.
وأكد كورتي على أهمية تطبيع العلاقات مع صربيا، مع الإشارة إلى صعوبات التعامل مع حكومة لا تعترف بكوسوفو ولا بجرائم الحرب الماضية.

