رئيسيشؤون دولية

روسيا تُدخل صاروخ «أوريشنيك» النووي إلى الخدمة القتالية في بيلاروسيا وسط مساعٍ دبلوماسية لوقف الحرب

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو وضعت صواريخ «أوريشنيك» فائقة السرعة والقادرة على حمل رؤوس نووية، والمتمركزة في بيلاروسيا، في حالة «خدمة قتالية»، في خطوة تصعيدية تأتي في وقت تشهد فيه المساعي الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا زخماً متزايداً لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة ثلاث سنوات.

ونشرت الوزارة الروسية، مقطع فيديو يُظهر تركيب منظومة صواريخ «أوريشنيك» داخل الأراضي البيلاروسية، مؤكدة أن الصواريخ أصبحت جاهزة للاستخدام العملياتي.

ولم تكشف موسكو عن عدد الصواريخ التي جرى تفعيلها أو مواقع انتشارها الدقيقة، مكتفية بالقول إن الأطقم المختصة أنهت مراحل الاستعداد والتدريب المطلوبة قبل إدخال المنظومة إلى الخدمة.

ويُعد «أوريشنيك» صاروخاً باليستياً متوسط المدى يتميز بسرعات فرط صوتية تصل إلى نحو 12,300 كيلومتر في الساعة، ما يجعله شديد الصعوبة على أنظمة الدفاع الجوي التقليدية.

وتؤكد روسيا أن الصاروخ قادر على حمل رؤوس نووية، إضافة إلى إمكانية تزويده بحمولات تقليدية عالية التدمير.

ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوكرانيا بمحاولة استهداف مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين الخاص باستخدام عشرات الطائرات المسيّرة، وهو ادعاء نفته كييف بشكل قاطع واعتبرته «ذريعة سياسية» لتبرير خطوات تصعيدية جديدة.

وفي الوقت الذي تُصعّد فيه موسكو عسكرياً، وصلت المحادثات بين واشنطن وكييف بشأن إنهاء الأعمال العدائية إلى مرحلة حساسة.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد في فلوريدا، حيث ناقش الطرفان إطاراً محتملاً للسلام، تضمن عرضاً أمريكياً لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا تمتد لمدة 15 عاماً.

واتهم زيلينسكي روسيا بمحاولة تقويض هذه الجهود عبر مواصلة الهجمات العسكرية والتلويح بأسلحة استراتيجية، قائلاً إن موسكو «تتظاهر بالرغبة في السلام بينما تواصل الحرب على الأرض».

وسبق لروسيا أن استخدمت صاروخ «أوريشنيك» برأس تقليدي لضرب منشأة صناعية في مدينة دنيبرو الأوكرانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في أول استخدام عملي معلن لهذا النوع من الصواريخ.

وفي أعقاب ذلك، أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أنه طلب من بوتين نشر هذه المنظومة في بلاده، مبرراً الطلب بما وصفه بـ«التهديدات الأمنية» الناجمة عن الوجود العسكري المتزايد لبولندا وليتوانيا قرب الحدود الغربية لبيلاروسيا.

وأكد لوكاشينكو أن بلاده تسلمت الصواريخ رسمياً في 18 ديسمبر/كانون الأول، فيما شددت موسكو على أن نشر «أوريشنيك» في بيلاروسيا كان مخططاً له منذ فترة طويلة.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن أطقم الإطلاق والاتصالات والأمن خضعت لبرامج تدريب مكثفة باستخدام معدات حديثة، قبل إعلان الجاهزية القتالية للمنظومة.

ويثير هذا التطور مخاوف متزايدة في أوروبا الشرقية من اتساع نطاق التصعيد العسكري، خصوصاً في ظل الجمع بين تحركات دبلوماسية لبحث إنهاء الحرب وخطوات ميدانية تعزز القدرات النووية الروسية قرب حدود الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى