قمم أوروبية مرتقبة لدعم مسار السلام في أوكرانيا وسط تحركات دبلوماسية مكثفة لزيلينسكي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن عقد قمتين أوروبيتين خلال الأيام المقبلة، في إطار مساعيه لدفع خطته للسلام في أوكرانيا إلى الأمام، مستفيدًا من الزخم السياسي الذي أعقب اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا.
وقال زيلينسكي، في تصريحات للصحفيين إن مستشاري الأمن القومي من عدد من الدول الحليفة لأوكرانيا سيجتمعون في كييف يوم السبت، لمناقشة الخطوات التالية على الصعيدين الأمني والسياسي، في ظل استمرار الحرب مع روسيا والتعقيدات المتزايدة في المشهد الدولي.
وأضاف أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستضيف اجتماعًا آخر للقادة الأوروبيين في فرنسا في السادس من يناير/كانون الثاني المقبل، في محاولة لتنسيق موقف أوروبي موحد بشأن مستقبل النزاع.
وأوضح زيلينسكي أن فريقه أجرى خلال الساعات الماضية عدة اتصالات مع مسؤولين أميركيين، من بينهم ستيف ويتكوف، مشيرًا إلى أن هذه المشاورات تركز على المرحلة المقبلة وآليات تحويل المبادرات السياسية إلى خطوات عملية.
ولم يحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة سترسل ممثلين رسميين إلى الاجتماعين المرتقبين، في وقت لم يصدر فيه تعليق فوري من البيت الأبيض بهذا الشأن.
وتأتي هذه التحركات بعد الاجتماع الذي عقده زيلينسكي مع ترامب في نادي مارالاغو يوم الاثنين، حيث ظهر الزعيمان في مؤتمر صحفي مشترك بموقف متقارب، وفق ما أعلنه الرئيس الأوكراني.
وطرح زيلينسكي خلال اللقاء خطة سلام من 20 نقطة، تتضمن تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لأوكرانيا، إضافة إلى تحويل منطقة دونباس شرقي البلاد إلى منطقة اقتصادية حرة، في مسعى لاحتواء النزاع وتعزيز الاستقرار طويل الأمد.
وأكد زيلينسكي أن هناك توافقًا كاملًا مع ترامب بشأن الضمانات الأمنية، وتوافقًا واسعًا حول الإطار العام للخطة، معتبرًا أن هذه التفاهمات تشكل أساسًا مهمًا لإقناع الحلفاء الأوروبيين بالمضي قدمًا في دعم المقترح.
وبينما يسمح الإطار الحالي بتوفير ضمانات أمنية لمدة تصل إلى 15 عامًا، شدد الرئيس الأوكراني على سعيه للحصول على ترتيبات تمتد لنحو 50 عامًا لضمان ردع أي هجوم روسي مستقبلي.
في سياق متصل، نفى زيلينسكي الاتهامات الروسية التي تحدثت عن هجوم بطائرات مسيرة استهدف منزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا هذه المزاعم بأنها “غير صحيحة”. واعتبر أن إثارة هذه الرواية قد تكون مرتبطة بالتطورات السياسية الأخيرة ونتائج اللقاء الأوكراني–الأميركي.
في المقابل، أشار ترامب إلى أنه يميل لتصديق رواية بوتين بعد اتصال هاتفي جمعهما، مؤكدًا أن المرحلة الحالية حساسة ولا تحتمل تصعيدًا إضافيًا.
ويعكس هذا التباين في المواقف حجم التعقيد الذي يواجه المساعي الدبلوماسية، في وقت يراهن فيه زيلينسكي على الدعم الأوروبي لدفع مسار السلام قدمًا.



