أوكرانيا تهاجم مودي ومسؤولين في الإمارات وباكستان لتبنيهم رواية بوتين عن “هجوم وهمي”

وجهت أوكرانيا انتقادات حادة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلى جانب مسؤولين في الإمارات العربية المتحدة وباكستان، على خلفية تبنيهم أو دعمهم مزاعم روسية تفيد بتعرض مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهجوم بطائرات مسيّرة، وهي رواية تنفيها كييف بشكل قاطع وتصفها بأنها “مختلقة بالكامل”.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، في منشور على منصة “إكس”، إن مرور نحو يوم كامل على الاتهام الروسي دون تقديم أي دليل يؤكد “أن مثل هذا الهجوم لم يقع أساساً”. وأضاف: “لن تقدم روسيا أي دليل، لأنه ببساطة لا يوجد دليل”.
وأعرب سيبيها عن “خيبة أمل وقلق بالغين” إزاء بيانات صدرت عن الإمارات والهند وباكستان، قال إنها تعاملت مع رواية موسكو على أنها واقعة حقيقية، رغم عدم وجود أي مؤشرات مستقلة تؤكدها. واعتبر أن هذه المواقف تمنح روسيا غطاءً سياسياً لاستخدام ادعاءات أمنية مفبركة لتقويض الجهود الدبلوماسية الجارية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد زعم، يوم الاثنين، أن أوكرانيا أطلقت 91 طائرة مسيّرة استهدفت مقر إقامة بوتين الرسمي في منطقة نوفغورود الواقعة بين موسكو وسانت بطرسبرغ، مدعياً أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت جميع المسيّرات. ولم تعرض موسكو أي صور أو تسجيلات أو بيانات تقنية تدعم هذه الرواية.
ونفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتهام بشكل قاطع، واعتبره محاولة روسية متعمدة لعرقلة مسار السلام، وذلك بعد يوم واحد من اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا.
وقال زيلينسكي إن موسكو “تعود إلى أساليبها القديمة” عبر إطلاق تصريحات تصعيدية لتبرير هجمات جديدة على أوكرانيا ورفض أي التزامات حقيقية لإنهاء الحرب.
في المقابل، أبدت فرنسا تشككاً واضحاً في الرواية الروسية. وقال أحد مساعدي الرئيس إيمانويل ماكرون إن باريس لم تعثر على “أي دليل قاطع” يدعم الاتهامات، حتى بعد التشاور مع شركائها، معتبراً أن التصريحات الروسية المتناقضة تهدف إلى تقويض جهود السلام.
ورغم ذلك، صدرت إدانات للهجوم المزعوم من دول عدة. فقد وصفت وزارة الخارجية الإماراتية الواقعة بأنها “هجوم مشين”، فيما اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ما جرى “عملاً شنيعاً”، وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن “قلقه البالغ” إزاء الادعاء الروسي.
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بوتين أبلغه بالهجوم خلال مكالمة هاتفية، مضيفاً أن التوقيت “حساس للغاية”.
وأشار ترامب إلى أن بوتين أبلغه بأن موسكو قد تعيد النظر في موقفها من مفاوضات السلام، في خطوة اعتُبرت ضربة للزخم الذي تحقق أخيراً، بما في ذلك مقترح أميركي لتقديم ضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا.



