الأمم المتحدة تبدي قلقها بشأن التوترات في القدس وأوروبا تدرس التواصل مع حماس
عبرت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد بشأن التوترات المستمرة في القدس في حين دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى معاملة سكان حي الشيخ جراح باحترام، وسط استمرار الترحيب بوقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه فجر أمس الجمعة في غزة.
وذكر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمم المتحدة قلقة جدا بشأن التوترات المستمرة التي وقعت اليوم السبت في القدس الشرقية المحتلة، لا سيما في المدينة القديمة وحولها.
وقال دوجاريك أن من المهم جدا أن يحترم الجميع قدسية الأماكن المقدسة في المدينة القديمة، وأن يمتنعوا عن أي استفزاز قد يؤدي إلى تصعيد التوترات، مشددا على ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النفس، وأن يُحترام الوضع القائم في الأماكن المقدسة.
وأضاف دوجاريك إنه في هذه الحالات يتحمل القادة السياسيون والزعماء الدينيون مسؤولية التحدث علانية ضد أي شخص يعطل السلام، داعيا إلى الوقوف بحزم في وجه التحريض على العنف بخاصة في مثل هذه البيئة المتوترة.
وكانت قد اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى أمس الجمعة، واستهدفت المصلين بوابل من الرصاص المعدني والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأسفر ذلك عن إصابات.
كذلك اندلعت مواجهات متفرقة بالضفة الغربية، أبرزها على مدخل مدينة بيت لحم، والخليل (جنوب)، وحاجز حوارة جنوبي نابلس (شمال)، وكفر قدوم بمحافظة قلقيلية.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن “الإدارة الأميركية ملتزمة العمل مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة لتقديم مساعدة إنسانية سريعة لقطاع غزة”.
وأكدت الخارجية الأميركية -في بيان- أن بلينكن وعباس التزما خلال الاتصال إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة على كل المستويات من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن “وزير الخارجية بلينكن سيتوجه إلى إسرائيل والضفة الغربية ليس للتحدث عما وقع خلال 11 يوما السابقة فحسب، ولكن للتركيز على المضي قدما وكيفية بناء حياة أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين”.
وفي رده على سؤال بشأن حي الشيخ جراح، قال برايس خلال مقابلة أجرتها معه شبكة “إم إس إن بي سي” (MSNBC) الأميركية إن “الحفاظ على الوضع القائم في القدس أمر بالغ الأهمية”.
وشدد برايس على أن على إسرائيل معاملة سكان حي الشيخ جراح باحترام، وأن واشنطن ستواصل الضغط بهذا الاتجاه.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن التفاوض على الوضع النهائي للقدس سيتم بين الطرفين في السياق الدبلوماسي.
وكان مركز عدالة الحقوقي قدم التماسا يوم الخميس باسم سكان حي الشيخ جراح شرقي القدس، والائتلاف لحماية حقوق الفلسطينيين في القدس، أمام محكمة إسرائيلية لإزالة الحواجز التي نصبتها الشرطة الإسرائيلية عند مدخل الحي منذ أسبوعين، إذ تمنع الحواجز دخول الفلسطينيين والمتضامنين مع قضية الشيخ جراح إلى الحي.
وأضاف مركز عدالة -في بيان له- أن الحواجز تسمح بدخول المستوطنين الإسرائيليين إلى القدس دون أي فحص، في حين تُدقَّق وتُفحَص هويات الفلسطينيين.
وقال إن هذه الحواجز وجيش الاحتلال لم يمنعا دخول عصابات اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذين يعتدون على سكان الحي الفلسطينيين بوجه دوري.
وفي إطار ردود الفعل لما بعد وقف إطلاق النار في غزة أكد مسؤول أوروبي أن الاتحاد الأوروبي سيحتاج من الناحية الواقعية إلى التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوجه أو بآخر لأنها جزء من الحل للصراع مع إسرائيل.
وقال المصدر إن التعامل مع حماس مشروط بتحقيق المصالحة الفلسطينية أولا، موضحًا أنه بعد ذلك يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينتظم في اتصالات غير مباشرة مع الحركة.
ولفت المسؤول إلى أن هذه الاتصالات يمكن أن تكون عبر وسيط ثالث، مؤكدا في هذا السياق أن الجهة التي يمكن من خلالها الاتصال بشكل غير مباشر مع حماس هي قطر ومصر.
ورحب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال باتفاق وقف إطلاق النار، وشدد في تغريدة على ضرورة عدم تضييع فرصة السلام والأمن.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت الخميس -قبل إعلان الاتفاق- إن “المحادثات غير المباشرة” مع حماس ضرورية لإعطاء دفع للجهود الرامية إلى إنهاء العنف.
وزار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخميس تل أبيب ورام الله للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في محاولة للتوصل إلى تهدئة، ولم يلتق ممثّلين عن حركة حماس، المدرجة على لائحة “المنظمات الإرهابية” في الاتحاد الأوروبي.