رئيسيشؤون دولية

تقدير أمريكي وأوروبي لدور قطر في حرب إسرائيل على غزة

أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي تقديرا كبيرا لدور قطر في حرب إسرائيل على قطاع غزة لاسيما التوسط في محادثات الرهائن مع حركة حماس.

وساعد الوسطاء القطريون في إبرام اتفاق سمح بإجلاءات محدودة لحاملي جوازات السفر الأجانب وبعض المصابين بجروح خطيرة من غزة، القطاع الذي تقصفه إسرائيل بغارات جوية منذ هجوم حماس الشهر الماضي.

وقد تمكن أكثر من ألف شخص، بينهم أكثر من مائة أمريكي، من مغادرة المنطقة المحاصرة بالفعل عبر معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة نتيجة لتلك الاتفاقية ومن المتوقع أن يغادر اخرون مستقبلا.

والسؤال: كيف وجدت قطر نفسها في وسط هذه الدبلوماسية الدولية، بالرغم من أنها دولة عربية ثرية ولا تعدو كونها بقعة صغيرة على خرائط الشرق الأوسط؟

يقول جوناثان بانيكوف، خبير في الشؤون الشرق أوسطية في مجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث غير حزبي مقره واشنطن “قطر هي الحكومة الوحيدة التي لديها قدرة كافية وينظر إليها بشكل إيجابي بما يكفي من قبل حماس وإسرائيل لاستعدادها للتعامل معهما في أمور مثل القضايا الإنسانية”.

ويجري مسؤولون قطريون محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين وآخرين من حماس بشأن مصير الرهائن.

وبحسب ما ورد، زار ديفيد بارنيا، رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد، قطر كجزء من المناقشات ويقوم وسطاء قطريون برحلات مكوكية بين مقرات اقامة رئيس الموساد برنيع وقادة حماس لمحاولة تأمين إطلاق سراح الرهائن.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض لقضايا الأمن القومي: “قطر لديها خطوط اتصال مع حماس لا يمتلكها أي شخص آخر تقريبًا”.

ولا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع قطر لكنها اعترفت بدورها في مفاوضات الرهائن.

ودون تساحي هنغبي، رئيس الأمن القومي الإسرائيلي، في 25 أكتوبر/تشرين الأول على موقع اكس المعروف سابقًا باسم تويتر: “أصبحت قطر طرفًا أساسيًا وصاحب مصلحة في تسهيل الحلول الإنسانية” وقال: “الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر حاسمة في هذا الوقت”.

هذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها قطر دور الوسيط الدولي فقد ساعدت قطر في التفاوض على إطلاق سراح أربعة أطفال أوكرانيين كانت روسيا تحتجزهم في وقت سابق من هذا العام، مما سمح لهم بالعودة إلى عائلاتهم.

وساعدت قطر، في تأمين إطلاق سراح الصحفي الأمريكي بيتر ثيو كيرت في عام 2014، والذي كان محتجزًا في سوريا لمدة عامين.

كما لعبت قطر دورًا فعالًا في إجلاء اللاجئين من أفغانستان قبل عامين، عندما سحبت الولايات المتحدة قواتها العسكرية من البلاد بعد عودة طالبان إلى السلطة بعد حرب استمرت عقدين من الزمن.

واستضافت قطر محادثات سلام بين مفاوضي الحكومة الأفغانية وممثلي حركة طالبان ولا يزال لطالبان مكتب في قطر.

كما لعبت الدوحة في الآونة الأخيرة دورًا رئيسيًا في الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران الذي أدى إلى إطلاق سراح خمسة أمريكيين مسجونين في إيران في سبتمبر/أيلول قالت طهران بأنهم جواسيس أو يعملون لصالح الحكومة الأمريكية.

ووافقت قطر على السماح بنقل 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية إلى الدوحة من أجل تسهيل عملية التبادل على أن تطلب إيران الوصول إليها لشراء السلع الإنسانية فق.

دور قطر في مناقشات رهائن غزة أثار بعض التساؤلات بسبب علاقاتها مع حماس، التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

فقد حافظت حماس على مكتب سياسي في العاصمة القطرية الدوحة لأكثر من عقد من الزمن، كما تستضيف قطر كبار قادة حماس في المنفى بمن فيهم خالد مشعل وإسماعيل هنية.

وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مشعل في عام 2003 لأنه “المسؤول عن الإشراف على عمليات الاغتيال والتفجيرات وقتل المستوطنين الإسرائيليين” وفرضت واشنطن عقوبات على هنية في عام 2018، مشيرة إلى أن لديه “روابط وثيقة مع الجناح العسكري لحماس وكان مناصرًا للنضال المسلح، بما في ذلك ضد المدنيين”.

كما قامت قطر لسنوات عدة بدفع رواتب الموظفين العموميين، بمن فيهم المعلمين والأطباء، في غزة كجزء من وقف إطلاق نار غير رسمي توسّطت فيه مصر وخضعت غزة لحصار فرضته إسرائيل ومصر منذ استلام حماس السلطة من الفصائل الفلسطينية المنافسة في عام 2007.

يقول بروس ريدل من مركز سياسة الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينجز، إن قطر تسعى من خلال دورها في محادثات الرهائن إلى تعزيز صورتها على المسرح العالمي.

وتعد قطر إحدى أغنى دول العالم، وتحتل احتياطيات الغاز في قطر المرتبة الثالثة في العالم بعد روسيا وإيران، كما أنها موطن لقناة الجزيرة، وهي شبكة تلفزيونية فضائية مملوكة للدولة ولها جمهور عالمي في أكثر من 150 دولة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى