رئيسيشئون أوروبية

محكمة ألمانية تدين ضابطا سابقا في جهاز المخابرات السرية بتهمة القتل

قضت محكمة في برلين يوم الاثنين بإدانة ضابط سابق في المخابرات السرية الألمانية الشرقية بتهمة القتل في أول حكم من نوعه.

وقد حكمت المحكمة على العضو السابق في الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية، أو ستاسي، بالسجن لمدة 10 سنوات لإطلاقه النار في عام 1974 على تشيسلاف كوكوتشكا البالغ من العمر 38 عامًا آنذاك، وهو مواطن بولندي كان يحاول العبور إلى برلين الغربية عبر معبر فريدريش شتراسه الحدودي.

وتبين أن العميل السابق في جهاز المخابرات السرية (شتازي)، وهو رجل يبلغ من العمر 80 عاما، والذي حددته المحكمة باسم مارتن ن.، أطلق النار على كوكوتشكا في ظهره أثناء محاولته المرور عبر نقطة تفتيش أخيرة.

وقال القاضي الرئيسي في المحكمة: “على الرغم من أن المتهم تصرف بناء على أمر من رؤسائه، فإن أفعاله لم تكن مبررة بموجب القانون الألماني الفيدرالي أو بموجب القانون المطبق في ألمانيا الشرقية في ذلك الوقت”.

وأضاف القاضي أن “المتهم كان مهتما بتنفيذ مبدأ الدولة في ألمانيا الشرقية، أي منع رحيل مواطني ألمانيا الشرقية وما يسمى بالدول الشقيقة بأي ثمن”.

ويمثل هذا الحكم المرة الأولى التي يُدان فيها عميل سابق في جهاز الأمن الداخلي الألماني بتهمة القتل منذ سقوط جدار برلين.

ولكن من غير المتوقع أن يؤدي الحكم إلى موجة من القضايا المماثلة التي تنطوي على أخطاء ارتكبها جهاز الأمن الداخلي الألماني، على حد قول مايكل كوبيسيل، أستاذ القانون الجنائي بجامعة أوغسبورغ.

وقال “أعتقد أن التحقيقات في قضايا أخرى قد اكتملت بالفعل، وبالتالي لا أتوقع صدور إجراءات جديدة عن هذا الحكم”.

حاول أكثر من 100 ألف مواطن من ألمانيا الشرقية الهروب إلى ألمانيا الغربية بين عامي 1961 و1988. ولقي أكثر من 600 منهم حتفهم في هذه العملية، وكثيراً ما قُتلوا برصاص حرس الحدود من ألمانيا الشرقية.

بعد أسابيع قليلة من قيام مارتن ن. بإطلاق النار على كوكوتشكا، كرمته الدولة الألمانية الشرقية لقيامه بـ”إعفاء الضحية من الأذى”.

وقالت المحكمة في بيان لها إن الوثائق التي ظهرت في أرشيفات جهاز الأمن الداخلي الألماني (شتازي) كانت ضرورية لإصدار الحكم.

كان الضحية قد حاول في وقت سابق الخروج من ألمانيا الشرقية عنوة بإحضار قنبلة مزيفة إلى السفارة البولندية في برلين الشرقية. وفي وقت لاحق، تم تسليمه أوراق الخروج ونقله إلى معبر الحدود، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى الجانب الآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى