رومانيا: مرشح يميني متطرف غير متوقع يحقق تقدما كبيرا في التصويت الرئاسي
يتجه القومي المتطرف كالين جورجيسكو حاليا إلى الوصول إلى الجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، وفقا للنتائج الأولية مع إعلان 99.98 بالمائة من الدوائر الانتخابية.
وبحسب النتائج شبه الكاملة، يتصدر جورجيسكو السباق بحصوله على 22.95% من الأصوات. ويتبعه المرشحة الإصلاحية إيلينا لاسكوني بحصولها على 19.17%، والتي تقدمت بفارق ضئيل على رئيس الوزراء من يسار الوسط مارسيل شيولاكو بحصوله على 19.15%. ويتأخر عنه مرشح آخر من اليمين المتشدد، جورج سيميون، بحصوله على 13.87% من الأصوات.
أشارت استطلاعات الرأي الأولية إلى أن لاسكوني كان من المقرر أن يتأهل لجولة الإعادة الرئاسية، لكن جورجيسكو تقدم إلى الصدارة مع استمرار فرز الأصوات مساء الأحد، مما يبشر بنتيجة من شأنها أن تقلب السياسة الرومانية رأسًا على عقب. النتائج الأولية قابلة للتغيير مع استمرار تدفق الأصوات.
وقال جورجيسكو في أول رد فعل له بعد إغلاق صناديق الاقتراع: “إن حالة عدم اليقين الاقتصادي التي استمرت 35 عامًا والتي فرضت على الشعب الروماني أصبحت اليوم حالة من عدم اليقين بالنسبة للأحزاب السياسية”. ووصف النتيجة بأنها “صحوة مذهلة” للشعب الروماني.
كان جورجيسكو، المتدين والقومي للغاية، يتبنى في حملته الانتخابية مبدأ تقليل اعتماد رومانيا على الواردات ، ودعم المزارعين، وزيادة الإنتاج المحلي من الغذاء والطاقة.
كما زعم أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لا يمثلان المصالح الرومانية بشكل صحيح، وزعم أن حرب روسيا في أوكرانيا، الجارة الرومانية، يتم التلاعب بها من قبل الشركات العسكرية الأمريكية.
في عام 2022، ادعى أن الدرع الصاروخي الأمريكي الموجود في قرية ديفيسيلو في جنوب رومانيا هو جزء من سياسة المواجهة وليس إجراءً سلميًا. وقد زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن نفس الشيء.
وقال حينها إنه لم يتلق أي دعم من روسيا لكنه يشعر بأنه قريب من ثقافتها. ووصف بوتن بأنه “رجل يحب بلاده”.
وأضاف جورجيسكو أيضًا إنه معجب بالمجر لأنها تعرف كيف تتفاوض على المستوى الدولي.
جورجيسكو هو أستاذ جامعي ومستشار دولي في مجال التنمية المستدامة، وقد عمل لدى منظمات مختلفة تابعة للأمم المتحدة لأكثر من اثني عشر عامًا.
لقد استغل تيك توك لحشد الناخبين حوله. وقال المحلل السياسي رادو ماجدين: “لقد نجح في إقناعهم من خلال مزيج من الخطاب المسياني، الذي ألقاه بطريقة أنيقة، وذلك للاستفادة من إحباطات الناس”.
وتعرض جورجيسكو لانتقادات شديدة بسبب تعليقاته السابقة التي دعم فيها حركة الفيلق الفاشية الرومانية في القرن العشرين، لكنه رفض الاتهامات بأنه معاد للسامية.
على مدى العقد الماضي، ترددت شائعات عدة حول احتمال تولي جورجيسكو منصب رئيس الوزراء لأحزاب مختلفة، بما في ذلك حزب AUR الذي يتزعمه سيميون.
بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات في جميع أنحاء البلاد وبين الجالية الرومانية 52.5 في المائة ، وهي نسبة أعلى قليلاً من نسبة 51.2 في المائة التي صوتت في الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2019.
ومن المقرر إجراء الجولة الثانية من الانتخابات في الثامن من ديسمبر/كانون الأول المقبل، عقب الانتخابات البرلمانية الرومانية المقررة الأحد المقبل.
دعت لاسكوني، زعيمة اتحاد إنقاذ رومانيا، الرومانيين المقيمين في كندا والولايات المتحدة، حيث لا تزال مراكز الاقتراع مفتوحة، إلى التصويت. وقالت لهم في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك: “مصير رومانيا يعتمد عليكم”، مضيفة أن وجهة نظر رومانيا المؤيدة للغرب متروكة لهم أيضًا.
