رئيسيشئون أوروبية

سفير الاتحاد الأوروبي لدى أذربيجان يدين المعاملة اللاإنسانية للأذربيجانيين في روسيا

أدان سفير الاتحاد الأوروبي لدى أذربيجان، بيتر ميتشالكو، الاعتقالات العنيفة والمعاملة اللاإنسانية التي تعرض لها مواطنون أذربيجانيون في روسيا مؤخراً، ما أثار توتراً دبلوماسياً بين موسكو وباكو وسط اتهامات بالتعذيب والوفيات خلال الاحتجاز.

جاء ذلك في بيان صادر عن ميتشالكو يوم الاثنين 30 يونيو 2025، أعرب فيه عن “قلقه العميق” إزاء التقارير التي تفيد بارتكاب قوات الأمن الروسية أعمال عنف وتعذيب ضد الأذربيجانيين المعتقلين في مدينة يكاترينبورغ بوسط روسيا. وقدم السفير تعازيه للضحايا وعائلاتهم، مطالباً بضمان حقوق المحتجزين ومعاملتهم بكرامة واحترام القانون.

وقد نفذت أجهزة الأمن الروسية مداهمة عنيفة يوم الجمعة الماضي استهدفت عشرات الأذربيجانيين، في إطار تحقيق في قضية جنائية تعود إلى جريمة قتل وقعت عام 2001. وأسفرت العملية عن مقتل وجرح عدة معتقلين، واعتقال تسعة أشخاص، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الأذربيجانية.

وفي خطوة احتجاجية، أعلنت وزارة الثقافة الأذربيجانية إلغاء جميع الفعاليات الثقافية المرتبطة بروسيا، وذلك “بسبب عمليات القتل المستهدفة وخارج نطاق القضاء وأعمال العنف التي ارتكبتها أجهزة إنفاذ القانون الروسية ضد المواطنين الأذربيجانيين”.

من جانبها، اعترفت لجنة التحقيق الروسية في منطقة سفيردلوفسك التي تشمل مدينة يكاترينبورغ، بوفاة شخصين خلال فترة الاعتقال، لكنها قالت إن المتوفين يحملان الجنسية الروسية. وأوضحت المتحدثة باسم اللجنة، سفيتلانا بيترينكو، أن أحدهما توفي نتيجة فشل في القلب، في حين يتم التحقيق في سبب وفاة الثاني. وذكرت اللجنة أن المشتبه بهم متهمون بالتورط في جرائم قتل ومحاولات قتل تعود إلى أعوام 2001، و2010، و2011.

ورغم إعلان لجنة التحقيق القبض على ستة مشتبه بهم فقط، أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن ثلاثة من المعتقلين تعرضوا لضرب مبرح أثناء احتجازهم، ما أدى إلى إصابات خطيرة، وهو ما أثار انتقادات واسعة.

على صعيد متصل، شنت وزارة الداخلية الأذربيجانية حملة مداهمة على مقر وكالة سبوتنيك أذربيجان، وهو فرع محلي لقناة روسيا اليوم الإعلامية الحكومية، واعتقلت ضابطين من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعملان لصالح القناة، في تصعيد جديد بين البلدين.

وردت وزارة الخارجية الروسية على هذا التحرك بالقول إن المعتقلين هم صحفيون، واستدعت السفير الأذربيجاني في موسكو احتجاجاً على الإجراءات “غير الودية” التي اتخذتها السلطات الأذربيجانية.

وأدان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الرد الأذربيجاني واعتبر أن أعمال أجهزة إنفاذ القانون الروسية لا ينبغي أن تؤدي إلى توترات دبلوماسية بين الدول الحليفة.

وفي تطور حديث، تولى ألكسندر باستريكين، رئيس لجنة التحقيقات الروسية، شخصياً ملف القضية في 28 يونيو، مطالباً بتقرير مفصل حول الحادثة، في محاولة لاحتواء الأزمة.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا وأذربيجان تتمتعان بعلاقات ودية نسبياً منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، وتعتبر موسكو أحد الموردين الرئيسيين للأسلحة إلى باكو. ومع ذلك، فإن هذه الحادثة الأخيرة ألقت بظلالها على العلاقات الثنائية، وأثارت مخاوف بشأن تزايد التوترات والتصعيد الدبلوماسي.

في الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات، يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات، مع دعوات متزايدة لضمان حقوق المعتقلين ومحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان، حفاظاً على استقرار المنطقة واحترام القوانين الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى