رئيسيشؤون دولية

عمال الموانئ الإيطاليون يهددون بقطع الشحنات عن إسرائيل إذا استُهدف أسطول غزة

شهدت مدينة جنوة الإيطالية يوم الأحد انطلاق قافلة مساعدات جديدة متجهة إلى قطاع غزة المحاصر، في وقت وجّه فيه عمال الموانئ الإيطاليون تهديدًا غير مسبوق لإسرائيل، مؤكدين أنهم سيوقفون جميع الشحنات المتجهة إليها إذا تعرض أسطول الصمود العالمي لأي تدخل أو فقد الاتصال به ولو لدقائق معدودة.

وخلال تجمع حاشد على أرصفة ميناء جنوة، أحد أكبر الموانئ الأوروبية، صعد أحد عمال الموانئ ممثلًا لاتحاد عمال الموانئ الأوروبي ليطلق تحذيرًا شديد اللهجة: “إذا انقطع الاتصال مع القوارب ورفاقنا، ولو لعشرين دقيقة فقط، فسنغلق أوروبا بأكملها أمام الشحنات إلى إسرائيل”.

وأضاف العامل، الذي انتشر مقطع كلمته على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإيطالية: “من هذه المنطقة تخرج سنويًا نحو 13 إلى 14 ألف حاوية إلى إسرائيل، لكن إذا تم المساس بأسطولنا فلن يخرج منها مسمار واحد بعد الآن”.

أسطول الصمود العالمي
ستنضم القافلة الجديدة إلى أسطول الصمود العالمي الذي غادر برشلونة يوم الأحد الماضي، في رابع وأكبر تحدٍ بحري للحصار الإسرائيلي هذا العام.

ويضم الأسطول نحو 20 سفينة ويشارك فيه أكثر من 300 ناشط ومتطوع من مختلف الجنسيات.

ومن بين المشاركين شخصيات بارزة مثل الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام.

ومن المتوقع أن تصل السفن إلى ساحل غزة في منتصف سبتمبر/أيلول، محملة بالإمدادات الإنسانية، رغم اعتراض إسرائيل المتكرر لمحاولات سابقة مماثلة.

دعم شعبي واسع في إيطاليا
في جنوة، لم يقتصر الأمر على الميناء، بل امتد إلى الشوارع:
أطلقت حملة محلية جمعت أكثر من 300 طن من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية المخصصة لغزة.
يوم السبت، شارك أكثر من 40 ألف شخص في مسيرة مشاعل جابت شوارع المدينة دعمًا للمهمة.

من بين المشاركين سيلفيا ساليس، عمدة جنوة، التي ألقت خطابًا مؤثرًا قالت فيه: “إنني أشعر بالفخر كل يوم لكوني عمدة لهذه المدينة، ولكن الليلة، إذا أمكن، سأكون أكثر من ذلك”.

ويعكس هذا الزخم الشعبي التقاء العمل النقابي والمجتمع المدني في موقف تضامني صريح مع غزة، وهو ما يزيد الضغط على إسرائيل والاتحاد الأوروبي على حد سواء.

وتأتي هذه المبادرة في وقت حذرت فيه وكالات الأمم المتحدة من أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية متفاقمة، حيث يعيش السكان تحت ظروف مجاعة شاملة ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.

وبينما تمنع إسرائيل إدخال المساعدات عبر المعابر بشكل كافٍ، يرى منظمو “أسطول الصمود” أن تحركهم البحري هو كسر للحصار غير القانوني، ووسيلة لإيصال رسالة سياسية بقدر ما هو وسيلة لإيصال مساعدات إنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى