رئيسيشؤون دولية

الدنمارك تستشيط غضبًا بعد تعيين ترامب حاكم لويزيانا مبعوثًا إلى غرينلاند

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيين حاكم ولاية لويزيانا، جيف لاندري، مبعوثًا خاصًا للولايات المتحدة إلى غرينلاند موجة غضب واستياء عارمة في الدنمارك، وأعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر القضايا حساسية في العلاقات عبر الأطلسي، والمتعلقة بمستقبل الجزيرة القطبية ذات الأهمية الاستراتيجية المتزايدة.

وأعلن ترامب، عبر منصته الاجتماعية “تروث سوشال”، تعيين لاندري مبعوثًا خاصًا إلى غرينلاند، معتبرًا أن الجزيرة الدنماركية المتمتعة بالحكم الذاتي “بالغة الأهمية للأمن القومي الأمريكي”.

وقال ترامب إن لاندري “يدرك تمامًا الأهمية الجيوسياسية لغرينلاند، وسيعمل بقوة لتعزيز مصالح الولايات المتحدة من أجل أمن وسلامة حلفائنا، بل والعالم أجمع”.

ويأتي هذا التعيين في سياق موقف قديم لترامب، أعاد طرحه بقوة منذ عودته إلى البيت الأبيض، يتمثل في رغبته بجعل غرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة، وهو ما قوبل مرارًا برفض قاطع من كل من كوبنهاغن وسلطات الجزيرة المحلية.

من جهته، وصف جيف لاندري، وهو جمهوري يتولى منصب حاكم لويزيانا منذ أوائل عام 2024، المهمة الجديدة بأنها “منصب تطوعي” و”شرف كبير”، مؤكدًا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيعمل على “جعل غرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة”.

وأضاف أن هذا الدور “لا يؤثر بأي شكل” على مهامه كحاكم للولاية.

وأثارت التصريحات قلقًا واسعًا في غرينلاند نفسها. فقد دعا رئيس وزراء غرينلاند، ينس فريدريك نيلسن، إلى الهدوء، لكنه شدد في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي على حق الجزيرة في تقرير مصيرها.

وقال: “قد يبدو الأمر كثيرًا، لكن مستقبل غرينلاند سيصنعه شعبها. غرينلاند لنا، وسيتم احترام حدودنا”.

أما في الدنمارك، فجاء الرد حادًا. إذ أعلن وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوك راسموسن، أنه “مستاء للغاية” من الخطوة الأمريكية، مؤكدًا عزمه استدعاء السفير الأمريكي لدى كوبنهاغن، كين هاوري، لطلب توضيحات رسمية.

وتعتبر الدنمارك أن التعيين يتجاوز الأعراف الدبلوماسية ويمس بسيادتها، رغم أن غرينلاند تتمتع بحكم ذاتي واسع، فيما تحتفظ كوبنهاغن بملفات السياسة الخارجية والدفاع.

وعلى المستوى الأوروبي، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العنوني، إن حماية “حرمة” حدود الدنمارك وغرينلاند مسألة “ضرورية للاتحاد الأوروبي”، في إشارة إلى قلق بروكسل من أي خطوات أحادية قد تهدد الاستقرار في القطب الشمالي.

وتكتسب غرينلاند أهمية استراتيجية متزايدة بسبب موقعها الجغرافي بين أمريكا الشمالية وأوروبا، إضافة إلى احتوائها على مخزونات ضخمة من العناصر الأرضية النادرة غير المستغلة إلى حد كبير، والتي تُعد حيوية للصناعات التكنولوجية والعسكرية.

وكان ترامب قد صعّد لهجته سابقًا، ملوحًا بإمكانية استخدام الضغط الاقتصادي أو حتى القوة العسكرية للسيطرة على الجزيرة، متعهدًا بأن الولايات المتحدة ستحصل عليها “بطريقة أو بأخرى”.

ويعيد تعيين مبعوث خاص لغرينلاند إشعال التوترات الدبلوماسية، وسط مخاوف أوروبية من أن تتحول تصريحات ترامب إلى سياسات عملية تهدد توازنات حساسة في منطقة القطب الشمالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى