رئيسيشؤون دولية

روسيا تُصعّد وتُبدد آمال السلام مع أوكرانيا بعد اتهام كييف باستهداف مقر بوتين

قضت روسيا مجددًا على الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا، بعدما أعلن الكرملين، أن العمليات العسكرية ستستمر بل وقد تتصاعد، ردًا على ما وصفه بـ“هجوم إرهابي” أوكراني استهدف ممتلكات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وجاء هذا التطور بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع وُصف بالإيجابي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا.

وكان ترامب قد أعرب، عقب لقائه زيلينسكي في منتجع مارالاغو، عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق سلام، مستندًا إلى تقدم قال إنه تحقق بشأن خطة من 20 نقطة ومحادثات حول ضمانات أمنية أمريكية. غير أن الموقف الروسي، الذي أُعلن صباح اليوم التالي، عكس فجوة واسعة بين التفاؤل الأمريكي والواقع الميداني والسياسي.

وقال يوري أوشاكوف، أحد كبار مساعدي بوتين، إن روسيا سترد “برد فعل شديد” على ما زعم أنه غارة بطائرة مسيّرة استهدفت الرئيس الروسي.

وأضاف أن بوتين أبلغ ترامب بالحادث خلال اتصال هاتفي جرى صباح الاثنين. ولم يصدر عن البيت الأبيض سوى إحالة إلى بيان مقتضب للمتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولين ليفيت، أكدت فيه أن ترامب أجرى “مكالمة إيجابية” مع بوتين بشأن أوكرانيا.

وقال ترامب للصحفيين إنه سمع بالهجوم المزعوم، لكنه لا يملك تفاصيل مؤكدة، واصفًا الأمر بأنه “سيئ للغاية”، ومحذرًا من أن أي تصعيد قد يعرّض محادثات السلام للخطر. ولاحقًا، أبدى انزعاجه من أي “عمل عدائي” قد يقوض الجهود الدبلوماسية الجارية.

في المقابل، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتهامات الروسية بشكل قاطع، واعتبرها “تلفيقًا كاملًا” يهدف إلى تبرير شن هجمات إضافية ضد أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف، وللتغطية على رفض موسكو اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء الحرب.

وقال زيلينسكي إن روسيا لجأت مجددًا إلى “أساليب الكذب المعتادة”، مشددًا على أن كييف لا تتخذ خطوات تضر بالمسار الدبلوماسي.

وجاء التصعيد الكلامي ليؤكد أن الخلافات الجوهرية بين الطرفين ما تزال قائمة، وعلى رأسها مصير إقليم دونباس شرق أوكرانيا. فلا تزال نحو 15% من المنطقة تحت سيطرة كييف، بينما تصر موسكو على أن نقل دونباس بالكامل إلى السيادة الروسية شرط أساسي لأي اتفاق سلام.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن هذا المطلب “ضروري بالتأكيد”، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشكل قاطع بعد نحو أربع سنوات من الحرب.

ورغم الأجواء الودية التي طبعت لقاء مارالاغو، بما في ذلك إشادة ترامب بشجاعة زيلينسكي، فإن الرئيس الأمريكي واصل إبداء تفهمه لمواقف بوتين، قائلًا إن الأخير “يريد إنهاء الحرب”، وهو تصريح أثار تشككًا واسعًا في الأوساط الأوروبية والأوكرانية.

كما لمح ترامب إلى أن رفض كييف التنازل عن أراضٍ إضافية قد يؤدي إلى استيلاء روسيا عليها بالقوة في المستقبل.

ويرى مسؤولون أوروبيون أن أي تقدم دبلوماسي يظل محدودًا ما دام الضغط الأمريكي على موسكو ضعيفًا. وفي هذا السياق، حذر مسؤول أوروبي من أن استمرار الحرب سيبقى مرجحًا طالما لم تُجبر روسيا على الدخول في مفاوضات جدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى