الشرق الاوسطرئيسي

بلومبيرغ الأمريكية : السعودية تتجه لرفع الحظر عن المشروبات الكحولية

أبلغ مسئولين سعوديين زوارا أجانب أن القيود المفروضة على المشروبات الكحولية في المملكة قد ترفع العام المقبل. ونقلت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، عن أجانب يعملون عن قرب مع جهات حكومية سعودية قولهم إنهم سمعوا أن ” الحكومة تعمل على منح تراخيص لاستيراد المشروبات الكحولية “.

وذكرت الوكالة أن “مركز الملك عبد الله المالي، الذي يقع في منطقة خاصة شمال الرياض، يدرس السماح المشروبات الكحولية “، وفقاً لما ذكره ثلاثة أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

و تشير إلى أن رفع الحظر عن المشروبات الكحولية في السعودية فيما لو حصل، سيكون جزئياً، حيث يمكن منح التراخيص للمطاعم والفنادق في عدد قليل من مناطق المدن الكبرى، وفي المنتجعات الجديدة التي تعتزم المملكة بناءها.

وعلى الرغم من حظر المشروبات الكحولية في السعودية، إلا أنها متوفرة في السوق السوداء، كما يتم تصنيعها محلياً في بعض المنازل وتباع بشكل علني في حانات مؤقتة داخل مجمعات سكنية يسكنها أجانب، وفقاً لبلومبيرغ.

وتبلغ كلفة زجاجة النبيذ المهربة نحو 800 ريال (213 دولاراً)، أما قنينة الويسكي أو مشروب الجن فتقترب من 1200 ريال سعودي.

وتشهد السعودية تحولات جذرية في بنيتها الاجتماعية منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان عام 2017، حيث سمح ببناء دور السينما وأقيمت المهرجانات والحفلات الغنائية الصاخبة والاختلاط فيها، في حين كان كل ذلك محرماً قبل سنوات فقط ومحارباً من قبل الدولة.

ورافق صعود نجم بن سلمان في المملكة توقف أغلب نشاطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، التي كانت تمنع ما تسميه “التبرج في الطرقات”، وتحظر الموسيقى والغناء والاختلاط في المطاعم والمقاهي والمولات، وبطبيعة الحال الرقص في شوارع المملكة ومرافقها العامة.

واستضافت المملكة العديد من الفنانين العرب والأجانب، وأحيت الكثير من الحفلات التي أثارت جدلاً كبيراً. حيث كسرت عملية “الانفتاح” المحرمات الدينية والاجتماعية، والسماح بما كان محظوراً في العهود السابقة دينياً واجتماعياً.

ويريد ابن سلمان للمملكة أن تشع فيها أضواء السينما ويتوافد نجوم العالم في الفن والرياضة والتي تعتبر -وفق معارضين- أنها تغطي على أجواء الاعتقالات التي غرق فيها المجتمع السعودي وشملت مختلف الشرائح، ونشرت أجواء من الخوف داخليا ومن شركاء الخارج، وهزت صورة المملكة لدى الرأي العام العالمي كما يقول معارضون.

ويريد ولي العهد السعودي أن يحدث هذه التغييرات العميقة في المجتمع السعودي من أجل تمكين نفسه ومشروعه على الصعيدين الداخلي والخارجي، في حين يرى معارضون أن هذه المشاريع الضخمة التي قد تدر مليارات الدولارات لن تكون عائداتها بعيدة عن ابن سلمان والمقربين منه.

وإضافة إلى الأدوات الأمنية والعسكرية فإن مؤسسات مثل الهيئة العامة للرياضة والهيئة العامة للترفيه تلعب دورا بارزا في تمكين نفوذ ابن سلمان لتظهره وكأنه “أمير الأحلام” الذي يظهر وسط أضواء مبهرة لكنها تخفي الكثير من العتمة وراءها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى