مؤتمر دولي حاسم في بروكسل لدعم الأونروا
في مؤتمر حاسم لدعم وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، أبرز الأمين العام أنطونيو غوتيريش، “الدور الأساسي” الذي تواصل الوكالة لعبه على مدى أجيال.
وأكد غوتيريش على أهمية الاستثمار بالوكالة الأممية التي تعتني بأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في خمسة أقاليم جغرافية في منطقة الشرق الأوسط.
واستضاف كل من وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزيرة خارجية السويد آن ليند، المؤتمر الذي انعقد في بروكسل اليوم والذي حمل عنوان “استدامة الحقوق والتنمية البشرية للاجئي فلسطين”.
وشارك فيه 29 وزيرا للخارجية ووزراء دولة ونواب وممثلين عن 61 دولة ومنظمة دولية، وجاهيا وافتراضيا على حد سواء.
التعهدات غير كافية
وتقوم الأونروا بتشغيل خدمات صحية وتعليمية وحماية اجتماعية وخدمات أخرى مهمة في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وغزة والأردن وسوريا ولبنان بميزانية سنوية تبلغ حوالي 800 مليون دولار.
وبحسب بيان صادر عن الأونروا، بلغت التبرعات الإضافية التي تم التعهد بها اليوم في مؤتمر بروكسل حوالي 38 مليون دولار.
وهذا يعني بحسب بيان الوكالة الأممية، أن “الأونروا لا تزال بحاجة إلى 60 مليون دولار حتى نهاية 2021. ”
وخلال المؤتمر، أعلنت ثماني دول أعضاء عن تبرع إجمالي تخطى 614 مليون دولار عبر اتفاقيات متعددة السنوات جديدة أو متجددة ولفترات تمتد من سنتين إلى خمس سنوات.
وقال بيان الأونروا إن الجمع بين هذه التعهدات والتعهدات متعددة السنوات القائمة من ذي قبل، فيما إذا تم تحقيقها بالكامل وبالمستويات المتوقعة، ستعادل 40% من احتياجات الميزانية الأساسية للوكالة للعام 2022.
وفي كلمته المسجلة إلى المؤتمر قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الدور الذي تلعبه وكالة الأونروا أساسي في حياة أجيال من لاجئي فلسطين.
وأوضح أن دورها محوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشددا على أنه وبالرغم من موافقة الدول على التفويض الأممي الممنوح للأونروا إلا أنها لا تزال تواجه أزمة وجودية.
وفي هذا السياق دعا إلى ضرورة تقديم التمويل الكافي والمستدام الذي يمكن التنبؤ به لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين، ولسد فجوة التمويل بصورة فورية، قائلا “الاستثمار في الأونروا هو استثمار في السام والأمل”.
وشدد الأمين العام على أن “الأونروا بحاجة إلى حماية من استخدامها كأداة سياسية – والتركيز على قدرتها على تنفيذ تفويض الجمعية العامة الممنوح لها والتزامها الذي لا يلين بالمبادئ الإنسانية وقيم الأمم المتحدة المشتركة”.
وقال: بسبب نقص التمويل الكافي، تُمنع وكالة الأمم المتحدة أيضا من مساعدة لاجئي فلسطين بطريقة يمكن التنبؤ بها.
وأضاف أن أزمات التمويل المتكررة هذه أدت بالأونروا إلى اتخاذ إجراءات تقشفية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن هذه الأزمات وصلت إلى أقصى حدودها، مشددا على الحاجة إلى “موارد كافية، بما في ذلك الموارد البشرية”.
وفي كلمته أمام المجتمعين في بروكسل، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، قال إن اجتماع اليوم يأتي في وقت تتبنى فيه الأونروا رؤية طموحة تسعى لتقديم خدماتها بما يتماشى مع العصر الحالي.
وتستند هذه الرؤية إلى الالتزام بأن “لا يتخلف أي لاجئ فلسطيني عن الركب”، بحسب لازاريني الذي قال إن رؤيتنا ستضمن للاجئي فلسطين ألا يفوتهم قطار التحول الرقمي العالمي.
وفيما أشار إلى الشاب الفلسطيني لؤي البسيوني – الذي ذهب من مدرسة للأونروا في غزة ليصبح مهندسا ناجحا في وكالة ناسا، قال: نحن نريد أن يذهب العديد من اللاجئين الفلسطينيين الشباب الآخرين من الأونروا إلى وكالة ناسا، أو من الأونروا إلى البحوث الطبية، أو من الأونروا إلى أية فكرة ريادية مبتكرة توسع حدود الإمكانات البشرية.