الشرق الاوسط

منتدى بالدوحة يبحث تداعيات وأبعاد الأزمة الخليجية

الدوحة

بمشاركة أكثر من سبعين خبيرا وأكاديميا وإعلاميا يمثلون عشرات الجامعات ومراكز الأبحاث الإقليمية والدولية، انطلقت صباح اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة أعمال الدورة الرابعة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية.

ومن المقرر أن يناقش المنتدى -الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات- أبعاد الأزمة الخليجية وسياقاتها الإقليمية والدولية، ودور الإعلام فيها، من خلال 15 جلسة، بالإضافة لمحاضرات لشخصيات سياسية رفيعة المستوى.

ومن محاور جلسات المنتدى: الأزمة الخليجية.. الأسباب والأنماط والسياقات، ودور وسائل الإعلام الخليجية وصناعة الرأي العام، والآثار الاقتصادية للأزمة الخليجية وبعدها القانوني، والمواقف الإقليمية من الأزمة الخليجية، القوى الكبرى والأزمة الخليجية، وغيرها من الجلسات المتعلقة بتلك الأزمة.

ووصف أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بمعهد العلوم السياسية الفرنسية برتراند بادي في محاضرة له بالمنتدى بعنوان “السياقات الإقليمية للأزمة الخليجية وأبعادها الدولية” أزمة الخليج بأنها عالمية ستعيد هيكلة النظام العالمي لتداخل مصالح القوى الدولية والإقليمية فيها.

وقال بادي إنه يمكن بحث الأزمة من خلال سياق علاقات السعودية وقطر من جهة، وعلاقات السعودية وإيران من الجهة الأخرى، محذّرا من أن زمن الهيمنة قد ولى، وعالم القطب الواحد أو الأقطاب المتعددة تلاشى، الأمر الذي يفرض على الدول الاحتكام لمنطق القانون والمفاوضات، وليس أسلوب الحصار والتفكير بالعدوان.

فشل ذريع

وأكد الأكاديمي الفرنسي أنه كمتابع للأزمة يمكنه القول إن حصار قطر قد فشل فشلا ذريعا، وإن التجارب أثبتت فشل القوى العظمى في الحل العسكري، ناهيك عن القوى الإقليمية. وقال في محاضرته إن فرنسا تدخلت في أفريقيا خمسين مرة وفشلت، والولايات المتحدة تدخلت في العراق والصومال وفي بلدان أخرى وفشلت، وستفشل دول الحصار فيما لو فكرت في القيام بعمل عسكري ضد قطر.

وأشار بادي إلى أن دور القوى الدولية في الأزمة يظهر من خلال توتر العلاقات السعودية الإيرانية، حيث تقف وراء هاتين الدولتين قوى أكبر تبحث عن مصالحها، وهذا ما يعقد الأزمة الخليجية، لافتا إلى أن لإيران كدولة جارة لـ دول الخليج مصالح كبيرة.

وطلب من دول المنطقة الابتعاد عن سياسة المحاور، والبحث عن المشتركات والانطلاق منها، مستبعدا عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الخامس من يونيو/حزيران، ذلك أن مستوى عاليا من عدم الثقة بات يسيطر على أطراف الأزمة، لكن مشتركات الجغرافيا تفرض على الجميع البحث عن حل.

أزمة مستمرة

ويرى المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن خليل جهشان أن الأزمة الخليجية ستستمر على هذا المستوى فترة من الزمن نظرا لعدم استعداد المملكة السعودية والإمارات والبحرين للمفاوضات.

ويؤكد جهشان للجزيرة نت أن دول الحصار تستغل حالة الانقسام الخطير في الإدارة الأميركية للتهرب من استحقاقات المصالحة التي يجب أن تبدأ بتصحيح الأخطاء، وجبر الضرر الذي ارتكبته هذه الدول في حق شعوب المنطقة.

ويوضح أن الإدارة الأميركية منشغلة بنفسها نتيجة للانقسام الحاد الذي تسبب في فراغ انعكس على المنطقة بشكل سلبي. فتغريدات ترمب تذهب في اتجاه، بينما تحاول وزارتا الخارجية والدفاع تفعيل دور دولة المؤسسات الأميركية، وهذا ما يجعله يتوقع استمرار الأزمة إلى أجل غير مسمى.

ويشدد جهشان على أن دول الحصار تجاهلت أن منطقة الخليج تهم العالم أجمع، وأنه لا مجال للعبث بها أو خلق أزمة قد تنعكس سلبيا على العالم اقتصاديا وسياسيا، مشيرا إلى أن تلك الدول الأربع تعيش أزمة حقيقية خلقتها بنفسها، لاعتقادها أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد منحها شيكا على بياض لحصار قطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى