وزير الدفاع الأميركي يزور باكستان وسط توتر بالعلاقات معها
إسلام أباد-
وصل وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس اليوم الاثنين الى باكستان فيما تكثف واشنطن ضغوطها على حليفتها لعدم توفير ملاذات آمنة للمتمردين وبعد أيام من الافراج عن المتهم بالتخطيط لاعتداءات بومباي 2008.
وحطت طائرة ماتيس في قاعدة عسكرية جوية في مدينة روالبندي الشديدة التحصين والمجاورة لاسلام اباد، بحسب ما افاد صحافيون قبل توجهه الى السفارة الاميركية.
ومن المقرر ان يجري ماتيس خلال توقف قصير في اسلام اباد محادثات مع رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي وقائد الجيش الجنرال قمر جاويد بجوا.
وتأتي زيارة ماتيس، وهي الاولى التي يجريها كوزير للدفاع، وسط ضغوط اميركية على حليفتها لمزيد من التحرك في مواجهة المتمردين الذين يشتبه في ان لديهم قواعد في المناطق القبلية ينطلقون منها لمهاجمة قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان.
وشهدت العلاقات بين الجانبين مزيدا من التأزم بعدما أمرت محكمة باكستانية اواخر تشرين الثاني/نوفمبر بالافراج عن حافظ سعيد، ما استدعى رد فعل غاضبا من البيت الابيض.
وسعيد يرأس جماعة الدعوة الاسلامية المتطرفة التي تعتبرها الامم المتحدة منظمة ارهابية، وكانت الولايات المتحدة رصدت في 2012 مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لقاء أي معلومات تقود الى توقيفه.
وكان سعيد وضع في الاقامة الجبرية منذ كانون الثاني/يناير عقب حملة للحكومة الباكستانية ضد جماعة الدعوة، الا ان متحدثا باسم حزبه قال ان الحكومة لم تقدم اي دليل ضده في قضية الاعتداء الذي شهدته بومباي وادى الى مقتل اكثر من 160 شخصا.
وقبل فرض الاقامة الجبرية عليه مطلع 2017، كان حافظ سعيد وهو على رأس المطلوبين لدى نيودلهي ايضا، يعيش بحرية تامة في باكستان التي كان يدعو منها الى الجهاد ضد الهند.
وجاء قرار الافراج عن سعيد استجابة لمطالب متظاهرين اسلاميين اقاموا اعتصاما في العاصمة الباكستانية.
– تداعيات سياسية-
ادى قرار المحكمة الذي جاء نتيجة اتفاق ساهم الجيش في التوصل اليه، الى استقالة وزير العدل الباكستاني زاهد حامد بعد اتهامات بالتجديف طاولته على خلفية قانون متعلق باداء القسم.
وادى القرار الى صدمة في باكستان، والى التشكيك في ان الجيش لا يقوم بجهود كافية للسيطرة على التطرف بعد تأييده مطالب حفنة صغيرة من المتشددين.
وتعليقا على قرار المحكمة قال المكتب الاعلامي للرئيس الاميركي دونالد ترامب إن الافراج عن سعيد “يدحض ادعاءات باكستان بانها لن تؤمن ملاذا للارهاببين”.
واضاف بيان الرئاسة الاميركية “اذا لم تبادر باكستان الى اعتقال سعيد وتوجيه التهم اليه للجرائم التي ارتكبها، فان عدم تحركها سيكون له تداعيات على العلاقات الثنائية وعلى سمعتها دوليا”.
وكان ترامب اتهم اسلام اباد بايواء “عناصر تزرع الفوضى” ويمكن ان تهاجم قوات الحلف الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان المجاورة.
وبعد المواقف التي اطلقها الرئيس الاميركي عقدت عدة اجتماعات دبلوماسية رفيعة المستوى اميركية-باكستانية، الا ان اسلام اباد لم تبد اي تجاوب ملحوظ بتقديم تنازلات لواشنطن.
ولطالما اتهمت واشنطن وكابول، اسلام اباد بايواء متطرفين افغان منهم عناصر في طالبان، يعتقد انهم مرتبطون بالمؤسسة العسكرية الباكستانية التي تسعى لاستخدامهم كدرع اقليمية لمواجهة العدو اللدود الهند.
وتنفي باكستان باستمرار هذه الاتهامات وتقول انها تتواصل معهم فقط سعيا لاقناعهم باجراء محادثات سلام.
بدورها عبرت باكستان عن غضبها ازاء سعي ترامب الى اعطاء الهند دورا اكبر في اعادة اعمار افغانستان.
والاسبوع الماضي، وعلى الرغم من اقراره بـأن باكستان “منخرطة في قتال شرس للغاية ضد المتشددين داخل اراضيها”، قال قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان الجنرال الاميركي جون نيكولسون أنه لم ير بعد أي تغييرات هامة من قبل اسلام اباد.
وفي طريقه الى باكستان قال ماتيس للصحافيين المرافقين انه لن يستخدم تكتيك الضغط وشدد على انه سيقوم “بالاصغاء”.
ولدى سؤله عما اذا كان سيحث اسلام اباد على المزيد من التحرك قال “ليست هذه الطريقة التي اعتمدها. اعتقد اننا نعمل بجد لايجاد ارضية مشتركة، وبعدها نعمل سويا، هذه هي المقاربة التي اريدها”.