النزاعات تخلف أكثر من 80 ألف نازح يوميا في العالم
أوسلو- أوروبا بالعربي
أجبرت النزاعات نحو 12 مليون شخص على الفرار من منازلهم داخل بلدانهم العام الماضي، وهو أعلى مستوى للنزوح الداخلي منذ عشر سنوات وفق ما أفادت منظمات دولية اليوم الأربعاء.
وأُخرج 11,8 مليون شخص من منازلهم ونزحوا داخليا في 2017، وهو ضعف رقم 6,9 مليون ممن واجهوا المصير ذاته قبل عام، وفق تقرير صادر عن مركز رصد النزوح الداخلي والمجلس النروجي للاجئين.
وقالت رئيسة مركز رصد النزوح الداخلي اليكساندرا بيلاك للصحافيين في جنيف إن هذا “العدد الأعلى للنازحين الذي تم تسجيله في غضون عقد”.
وأفادت الدراسة أن العدد الجديد يرفع إلى 40 مليونا عدد الأشخاص الذين يعيشون في وضع نزوح داخلي حول العالم جراء النزاعات.
من جهته، ذكر رئيس المجلس النروجي للاجئين يان ايغلاند في بيان أن “العدد الصادم للأشخاص الذين أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب النزاعات والعنف يجب أن يشكل تنبيها لنا جميعا”.
ووجد التقرير أن 76 بالمئة من النازحين مؤخرا العام الماضي تركزوا في عشر دول فقط حيث شكل النازحون في سوريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والعراق أكثر من نصفهم.
وعلى سبيل المثال، شهدت سوريا نزوح 2,9 مليون شخص العام الماضي، الكثير منهم للمرة الثانية أو الثالثة، ما يرفع إجمالي عدد النازحين داخليا في البلد الذي تمزقه الحرب إلى نحو 6,8 مليون.
ولم يعد اليمن، الذي كان في السابق على رأس القائمة، بين الدول العشر الأولى التي تضم نازحين لكن بيلاك أشارت إلى أن ذلك عائد لقلة القدرة على الوصول ونقص المعلومات مؤكدة أن الوضع في البلد لا يزال سيئا.
وحذرت بيلاك من أن إجمالي عدد النازحين حول العالم قد يكون أعلى بكثير من الحسابات، مشيرة إلى وجود نقص في المعلومات المتعلقة بمصير نحو 8,5 مليون شخص ذكرت تقارير أنهم عادوا إلى منازلهم أو تم نقلهم إلى دول اخرى.
وقالت “لا معلومات موثوقة لدينا قد تشير إلى أن هؤلاء الأشخاص قد عادوا لربما إلى وضع مستقر”.
وأفاد التقرير أن 18,8 مليون شخص في 135 بلدا نزحوا العام الماضي بفعل كوارث طبيعية كالفيضانات والعواصف والأعاصير.
وإضافة إلى الأشخاص الذين فروا من النزاعات، نزح قرابة 31 مليونا داخل بلدانهم العام الماضي، وهو ما يعادل أكثر من 80 ألفا كل يوم.
وفي ما يتعلق بالنزوح الناجم عن الكوارث، كانت الدول الأكثر تأثرا هي الصين والفيليبين وكوبا والولايات المتحدة.
ودفعت ثلاثة أعاصير كبيرة اجتاحت منطقة الأطلسي العام الماضي — وهي “هارفي” و”ارما” و”ماريا” — وحدها نحو ثلاثة ملايين إلى النزوح.
ونوهت بيلاك إلى أنه في حين تحتفظ الدول بإحصاءات عن عدد الأشخاص الذين لا يزالون نازحين بفعل النزاعات، لا توجد بيانات طويلة الأمد بشأن عدد النازحين جراء الكوارث الطبيعية.
وقالت “هناك ثغرة ضخمة لدينا في المعلومات عندما يتعلق الأمر بالنزوح المرتبط بالكوارث”.
وبالنسبة لبورتوريكو مثلا، تظهر البيانات أن نحو 86 ألف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم بفعل إعصار “ماريا” العام الماضي. لكن لا توجد معلومات بشأن عدد الأشخاص الذين لا يزالون نازحين.
وقالت بيلاك إنه في ضوء الدمار الكبير الذي لحق بأراض في الولايات المتحدة، “لا يمكننا إلا الافتراض بأنه نسبة كبيرة من إجمالي 86 ألفا (…) لا يزالون نازحين اليوم”.