موقع بريطاني: ابن سلمان يلفظ أنفاسه
رأى موقع ميدل آيست آي البريطاني الشهير أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدأ يلفظ أنفاسه، مع تمسكه بعنجهية القاتلة في مواجهة كل الانتقادات المشروعة في العالم.
وقال إن ابن سلمان أو وزير خارجيته، لا يتقبلون أي انتقادات من أي نوع، لذلك لم يكن مفاجئاً عندما أصدر عادل الجبير بيانا مطولاً هاجم فيه مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي صوت بالأغلبية على قرارات تدعو إلى إنهاء المشاركة الأمريكية في حرب اليمن والاعتراف أن بن سلمان كان مسؤولا عن مقتل الصحافي، جمال خاشقجي في اسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول.
ورفض بيان الجبير، الذي جاء بإيعاز ابن سلمان، قرارات في مجلس الشيوخ، قائلاً إنها تستند على “مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأنها تحتوي على تدخلات صارخة في الشؤون الداخلية للمملكة”، ويبدو هذا الرفض سخيفاً لأن الادعاءات كانت مؤكدة وفقا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والسلطات التركية.
واستشهد ميدل آيست آي بقول السيناتور الجمهوري، بوب كوركر: “سيتم إدانة بن سلمان في الذنب خلال 30 دقيقة في حال مثوله أمام محكمة أمريكية”.
ورأى الموقع البريطاني أن ترمب سيضطر إلى موازنة المخاطر إذا رغب في فترة رئاسية ثانية لأن بن سلمان شديد السمية، وقد تكون هذه اشارة لأفراد العائلة الحاكمة بالإطاحة برجلهم المشاكس غير المنضبط أو كما يسمونه في السعودية “الدب الداشر”.
ويعود ذلك أيضا إلى أن كوركر والعديد من المشرعين استمعوا إلى الأدلة التي قدمتها رئيسة وكالة المخابرات، جينا هاسبيل، بأن بن سلمان كان مذنباً دون شك في مقتل خاشقجي.
وأشار الموقع إلى التهمة السعودية بشأن قطر، والتي تعبر عن تدخل صارخ وشاذ، والحصار البري والجوي والبحري الذي فرضته منذ صيف 2017 مع تزويد قطر بقائمة مطالب، بما في ذلك إنهاء الوجود العسكري التركي وإغلاق قناة الجزيرة، تهدف إلى جلب سياسة دولة مستقلة بما يتماشى مع السياسة الخارجية لدول خليجية.
وأفرد الكاتب بيل لاو مساحة لتوضيح جرائم السعودية في حرب اليمن، قائلاً إن الطريقة الوحيدة التي يبدو أن السعوديين يمتلكونها هي التهديد بالسلاح، وأضاف أن الحرب استمرت لمدة أربع سنوات تقريبا مع عواقب وخيمة على الشعب اليمني مشيراً إلى أن السعودية تتحمل مسؤولية كبيرة عن وفيات عشرات الآلاف من المدنيين.
وكرر البيان السعودي في نبرة حادة هستيرية رفضه القاطع لجميع الاتهامات، بما في ذلك المتعلقة باليمن ومسؤولية بن سلمان، ولكن الاجابة المناسبة لهذا الرد جاءت من السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، حليف ترامب، إذ قال: “الأمر ليس معقداً، أنا أحب السعودية، ولكن هذا الرجل (بن سلمان) مجنون ويجب ان يذهب”.
ولاحظ الموقع المختص بشؤون الشرق الأوسط أن الغضب الذي شعر به العديد من الجمهوريين لم يكن بسبب جريمة قتل خاشقجي فقط، وإنما لشعورهم بالخيانة والحرج من شخص كانوا يعتقدون أنه كان صديقاً مفيدا، إذ تم دعم بن سلمان إلى أقصى درجة وتم التغاضي عن مغامراته الكارثية، وتم منحه العديد من الفرص، ولكن هذه المرة، ذهب بن سلمان بعيداً في تهوره.
وقال الموقع البريطاني المختص بشؤون الشرق الأوسط إن العائلة المالكة السعودية فشلت تماما في الدفاع عن المسلمين في العالم، وبرز سؤال كبير بشأن تجاهل السعودية لمحنة أقلية الإيغور في الصين، ومذبحة الروهينجا من قبل الحكومة البورمية، وعلى النقيض من ذلك بدأت السعودية وبشكل مخزي حملة لإعادة اللاجئين قسراً.
وخلص الكاتب إلى استنتاج مفاده أنه يمكن التقاط شعور عدم الارتياح بالنسبة لبن سلمان، وأن الوقت بدأ ينفد.
وفي هذا السياق، عبرت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي عن غضبها من ابن سلمان، وقالت فيما تتجرد من قيود المسؤولية حيث تترك منصبها قريبا، إن على ابن سلمان أن يتخلى عن سلوك قطاع الطرق الذي ينتهجه.
وقالت هيلي للصحفيين إن الأمير الطائش “أبدى إهمالا في بعض الأحيان، وهو يدين للولايات المتحدة ببعض المسؤولية فيما حدث لخاشقجي”، معتبرة أن الطريقة التي يعالج بها الأمير تداعيات مقتل الصحفي ستكون “لحظة حاسمة” لزعامته.
ويتهم ابن سلمان بتدبير اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي (60 عاما) بطريقة بشعة داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية مطلع أكتوبر تشرين أول الماضي.