الإبلاغ عن التحرش الجنسي : لم يعتبر صعباً؟
يخشى كثير من الأشخاص الذين يتعرضون لـ ” التحرش الجنسي ” الابلاغ عنه ، ويلجأ الكثير منهم للتكتم على ما تعرض له، لكن ذلك التكتم على الاعتداءات والتحرشات الجنسية والنابع من الخوف أو الشعور بالخجل هو كارثة.
و من أكثر الأمور المخيفة بالنسبة للوالدين، هو وقوع أحد أبنائهم ضحية للاعتداء الجنسي. ولا يعتبر التحرش الجنسي أزمة شخصية يعيشها الشخص المتضرر، بل أزمة عائلية يعيشها جميع أفراد العائلة، لذلك ينبغي تجنيد العديد من وسائل الدعم للتقليل من تبعات وإسقاطات هذا الحدث.
إنكار وكتمان وأرقام!
على الرغم من أن التحرش الجنسي يسبب ضائقة نفسية صعبة بالنسبة لمن وقع ضحية لها، فإن نسبة المبلغين عنها فعلياً قد لا تتجاوز الثلث.
ومن شأن عملية الإخفاء والإنكار والاضطرار لمواجهة هذه الأزمة بشكل فردي أن تجعل الضحية تدفع ثمناً نفسياً كبيراً، كما أنها سوف تجعل المتضرر يشعر بالعديد من الأمور السلبية، مثل:
- الوحدة والخجل.
- الذنب!
- العديد من المشاعر القاسية التي يعيشها منذ لحظة تعرضه للاعتداء.
أسباب عدم التبليغ عن التحرش الجنسي
تعود الرغبة في عدم الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي إلى العديد من الأسباب، ومنها:
- وجود تهديد واضح من قبل المعتدي بعدم إخبار أي شخص عما حدث.
- قد يلجأ الشخص المعتدي إلى إعطاء الهدايا للضحية وقد يكافئه أو يجعله يعتقد بأن ما حصل هو سر مشترك بينهما (الأمر الذي غالباً ما يحصل في الإعتداءات الجنسية على الأطفال).
- يعاني المعتدى عليه من عدم ثقة البيئة المحيطة به، أو من قلة الدعم، مما يجعله يفضل إبقاء هذا الحدث سراً لنفسه.
ومن الجدير بالذكر أنه ينظر إلى قضية الاعتداء الجنسي، بوجه عام، على أنها قضية شخصية، إذ غالباً ما لا يرغب الناس في معرفة الحقيقة حول الاعتداءات الجنسية، في محاولة لتجاهل الموضوع وإخفائه والادعاء بأنه لا يحصل في مجتمعاتنا. وكثيراً ما لا يجرؤ العديد من العاملين في السلطات المسؤولة على التعامل مع هذه الحالات وعلى طرح السؤال: هل كان هنالك اعتداء جنسي؟
عدم التبليغ يعني تفاقم الأزمة
رغم أن التبليغ لا يتم إلا في حالات قليلة نسبياً، قد يحاول المتضررون من الاعتداءات الجنسية، في بعض الحالات، الإبلاغ عن تعرضهم للإعتداء بشكل غير مباشر، من خلال إحدى الأمور التالية:
- القيام بتصرفات جنسية غير ملائمة لسنهم.
- إطلاق النكات حول هذا الموضوع.
- ترك يومياتهم القديمة مفتوحة على الصفحة التي كتبوا فيها عن الاعتداء الجنسي، والعديد من السبل الأخرى.
من هم ضحايا الاعتداء والتحرش الجنسي؟
يميل المجتمع عادةً إلى الاعتقاد بأن الشخص المتضرر هو الوحيد الذي يتعامل مع الإعتداء، ولكن الحقيقة هي أن عائلة الضحية تضطر إلى مواجهة هذا الحدث، منذ اللحظة التي يتم فيها إخبارهم بالإعتداء. ويحدث ذلك لأن الإعتداء يشمل في طياته قضيتين مشحونتين وحساستين، كالعنف والجنس من جهة، وكون أحد أفراد العائلة ضحية للإعتداء، وغالباً ما يكون طفلا أو طفلة.
مصارحة الأهل بما حدث
وقد يؤدي الكشف عن تعرض أحد أقرباء العائلة للاعتداء الجنسي إلى الشعور بالخوف، القلق، الشعور بالذنب (كيف لم نقم بحمايتهم؟)، الخجل والألم. وتكون التجربة التي يمر بها الاهل هي الأصعب، خصوصاً إذا علموا بالأمر بعد مرور وقت طويل من حدوث الإعتداء، إذ يتساءلون، عندئذ، كيف لم ينتبهوا لحدوث الإعتداء، ولماذا لم يكن طفلهم يثق بهم لكي يخبرهم بما حصل؟
يعتبر الكشف عن السر لأفراد العائلة والتوجه لتلقي المساعدة أمراً معقداً وصعباً للغاية بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا للإعتداء الجنسي. فهم يفضلون محاولة تجاهل ونسيان الحدث أكثر من التحدث عنه مرة أخرى، ومناقشته مع أشخاص مقربين أو غرباء.
ومن الجدير بالذكر أن محاولة نسيان الحدث وتجاهله تبوء عادةً بالفشل، وتسبب إزدياد الشعور بالخوف، الوحدة وتزيد من الشعور بالعزلة. لذلك، من المهم تشجيع الأشخاص الذين تعرضوا للإعتداء الجنسي على الإبلاغ والتحدث عن الموضوع.