نددت جمعية ضحايا الحرب على اليمن بشدة باستمرار استهداف الأعيان المدنية في اليمن في ظل الصراع الدامي الذي تشهده البلاد منذ أكثر من خمسة أعوام وما يتضمنه من انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
وأكدت الجمعية أن استهداف مستشفى منظمة أطباء بلا حدود وتدمير جزئيًا جراء هجوم في مدينة المخا، حيث يعتقد أن جماعة أنصار الله المعروفة إعلاميا باسم “الحوثين” تقف خلفه، يعد مخالفة صريحة لمسئولياتها.
وشددت على أن جميع أطراف النزاع مطالبون بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لعدم إلحاق الضرر بالمرافق الطبية وغيرها من الأعيان المدنية.
تواجد في المستشفى وقت وقوع الحادث 30 مريضًا و35 عاملًا، لحسن الحظ، حيث لم يتضرّر أحد من بينهم وتم إجلاؤهم على وجه السرعة من المبنى.
استطاع معظم المرضى الخروج من المنطقة بمفردهم، في حين عملت فرق المنظّمة على نقل المرضى الذين كانوا في حالة حرجة إلى مستشفى آخر في المخا، من بينهم رضيعين اثنين حديثي الولادة.
كما تسبب الهجوم بوقف الرعاية عن سكان المنطقة رغم حاجتهم إليها بشكل كبير والتي من شأنها أن تنقذ حياتهم، إذ تضرر مستشفى أطباء بلا حدود بشكل كبير جراء الانفجارات والحريق الذي تبع هجومًا جويًا استهدف مستودعًا عسكريًا على مقربة من المستشفى.
وتم ذلك رغم تأكيد المنظمة الدولية أنها شاركت إحداثيات المستشفى مع كل الأطراف المتحاربة والسلطات المعنية، فضلًا عن أنّ جميع الأطراف المتحاربة في المنطقة على علم بموقع المستشفى منذ افتتاحه في العام 2018.
وأكدت جمعية ضحايا الحرب على اليمن أن استمرار حوادث استهداف المدنيين في اليمن يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تضاف إلى السجل الطويل من الجرائم المرتكبة في اليمن.
وطالبت الجمعية أطراف المجتمع الدولي بالتحرك الجاد لفتح تحقيق شامل ومستقل في الانتهاكات التي ترتكبها جميع أطراف النزاع في اليمن عملا بتقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الخاصة باليمن والمشكلة من مجلس الأمن الدولي، بشأن ارتكاب انتهاكات مباشرة أو غير مباشر تتعلق بحقوق الإنسان قد يرقى بعضها إلى جرائم الحرب بحق المدنيين اليمنيين.
وجددت التأكيد على أن حوادث استهداف المدنيين يمثل جرائم حرب تقع باختصاص الجنائية الدولية، ما يستدعي من الأمم المتحدة اليوم التحرك تجاه هذه الجرائم ومحاسبة المسئولين عنها لإنصاف الضحايا وحماية المدنيين وليس الاكتفاء فقد بالإدانات اللفظية.