منظمة حقوقية دولية: أبو ظبي إرتكبت إنتهاكات جسيمة في مدينة المهرة اليمنية
زعمت منظمة سام للحقوق والحريات عن انتهاكات جديدة مارستها القوات السعودية والإماراتية في محافظة المهرة اليمنية (المحاذية لسلطنة عمان).
وأفادت المنظمة -ومقرها في جنيف- بأنها رصدت 33 موقعا ونقطة عسكرية أنشأتها القوات السعودية في الأماكن الحيوية بالمهرة، كما تدخلت الإمارات بعد أشهر من بدء “عاصفة الحزم” في المحافظة من خلال أنشطة الهلال الأحمر الإماراتي واستمالة الشخصيات والتجنيد غير القانوني لشباب من أبناء القبائل.
ومما كشفه تقرير منظمة سام: إصدار قيادة القوات السعودية حزمة من القرارات اشتملت على منع الصيادين من الاقتراب من المواقع العسكرية التابعة لها على سواحل بعض المديريات، ومنع الصيد بشكل كامل في فترة ما بعد العصر.
ولعل أهم ما أورده تقرير منظمة سام هو عمليات الاغتيالات التي قالت إنها وثقتها، ومن بينها أول عملية قتل في المدينة عقب وصول القوات السعودية إلى مدينة الغيضة، والتي كان ضحيتها الشيخ مصطفى عبد الله الطيب، بعد أن أطلق مسلحون النار عليه في سوق الغيضة، وكان الرجل إمام مسجد في محافظة شبوة قبل أن ينتقل إلى محافظة المهرة للعمل فيها.
وأعقبت هذه الحادثة عمليات اغتيال أخرى بحسب تقرير المنظمة، منها حادثة قتل صالح محمد صالح حسن الميسري عام 2018، وهو مرافق شخصي لمحافظ المدينة الحالي راجح باكريت، إذ تؤكد روايات وثقتها المنظمة أنه قتل بعد ملاسنة بينه وبين ضابط سعودي أثناء زيارة المحافظ لمطار الغيضة بعد تحويله لقاعدة عسكرية سعودية.
أيضا في عام 2018، يشير تقرير سام إلى تعرض معتصمين لإطلاق نار من قبل القوات السعودية مما تسبب في مقتل مواطنين اثنين هما: علي أحمد عرعرة الجدحي، وناصر سعيد أحمد نشوان، كما أصيب مواطنون آخرون بجروح بالغة، وفقا لتقرير المنظمة.
ووثق تقرير منظمة سام خلال العام الماضي 2019 مقتل الجنديين زيد محمد القميحة وعمار محمد مفرح، وهما من جنود القوات الخاصة (الأمن المركزي سابقا)، وهناك اتهامات لنجل شيخ موال للسعودية بقتلهما.
تمزيق المجتمع
وبحسب تقرير المنظمة، عمدت القوات السعودية في المهرة -بالتواطؤ مع السلطة المحلية- إلى محاولة العبث بالنسيج الاجتماعي، من خلال استقدام مجموعات دينية سلفية متشددة إلى المحافظة، وتوزيعها على بعض المساجد لفرض خطاب ديني يتماشى مع السياسات السعودية الهادفة إلى تقويض السلم الاجتماعي وإشاعة خطاب ديني متطرف يمارس التحريض على أي مظاهر مدنية في المحافظة، ويتبنى التكفير ضد أي مطالب سياسية أو اجتماعية.
ولعل أبرز المظاهر التي حاولت السعودية من خلالها تدمير النسيج الاجتماعي في المحافظة، هو إنشاؤها مراكز دينية للجماعات السلفية في المهرة كخطوة لتعزيز وجودها العسكري.
انتهاكات أخرى
ويؤكد تقرير سام أن بعض سكان المهرة تعرضوا للإخفاء القسري والسجن والتعذيب طوال الفترات الماضية، ووفقا لتقرير المنظمة فإن هناك الكثير من الجرائم التي ارتُكبت من قبل القوات السعودية بحق المواطنين، من اعتقالهم والتحقيق معهم خارج إطار القانون والاعتداء عليهم بالضرب والتعذيب والتهديد والابتزاز أو إخفائهم قسريا بشكل نهائي.
وأورد التقرير نماذج لحالات من الذين جرى التعامل معهم بشكل تعسفي عقب اعتقالهم، وبعضهم تم اخفاؤه لفترات طويلة والبعض فترات متوسطة، ومنهم أيضا من اعتقل وسجن في سجن القوات السعودية بمطار الغيضة، ومنهم من نُقل إلى سجون في السعودية، وأُطلق سراح البعض، ومنهم من لا يزال في غياهب تلك السجون وفقا للمنظمة.
ولم تقتصر ممارسات القوات السعودية على الانتهاكات الانسانية بحق أبناء المهرة، بل شملت أيضا التعدي على حرية الرأي، ووصلت بعض الأحيان إلى الاعتداء على الممتلكات الخاصة وتجريف الوظائف العامة.
وقد طالبت منظمة سام السلطات السعودية بمحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، وجبر ضرر الضحايا ماديا ومعنويا، والكف عن سياسات القمع وفرض الوصاية على القرار الوطني، واحترام السيادة الوطنية للجمهورية اليمنية التزاما بالمواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة.