حزب العمال البريطاني يحظر استخدام “الإبادة الجماعية” في مؤتمره
منع مسؤولو حزب العمال البريطاني استخدام كلمتي “إبادة جماعية” و”الفصل العنصري” في إشارة إلى سلوك إسرائيل ضد الفلسطينيين في المنشورات خلال حدث جانبي خلال مؤتمره السنوي في ليفربول.
وتميزت بداية المؤتمر باحتجاجات مؤيدة لفلسطين، حيث تظاهر أكثر من 15 ألف شخص عبر المدينة يوم السبت للتعبير عن معارضتهم لقيام بريطانيا ببيع الأسلحة لإسرائيل وسط حصارها المستمر وقصفها لغزة.
وتحدثت النائبة عن حزب العمال كيم جونسون أمام الحشد، لكن بعض المحتجين قاطعوها وحثوها على “الخروج من حزب العمال”.
واندلع الجدل أيضًا حول حدث جانبي مخطط له حول فلسطين خلال المؤتمر.
كشفت حملة التضامن مع فلسطين أن مسؤولي الحزب رفضوا السماح بظهور كلمتي “إبادة جماعية” و”الفصل العنصري” في اسم الحدث الهامشي المقرر عقده يوم الاثنين في كتيب المؤتمر.
الحدث، الذي من المقرر أن يضم أعضاء من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين في حلقة نقاشية إلى جانب عضو البرلمان عن حزب العمال بيل ريبيرو-آدي، سيتم وصفه بأنه “العدالة لفلسطين”، مع إزالة عبارتي “إنهاء الإبادة الجماعية” و”إنهاء الفصل العنصري”.
وقال مدير اللجنة المركزية للحزب، بن جمال: “أعتقد أن ما يشير إليه هذا هو فشل قيادة الحزب في معالجة الأسباب الجذرية للعنف الحالي الذي يحدث في فلسطين. فهي تقول إنها تريد أن ينتهي هذا العنف، وتقول إنها تريد وقف إطلاق النار”.
وتابع “لكنها تفشل في الاعتراف بأن إسرائيل ترتكب جريمة الفصل العنصري، وهو الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية. وهي الآن قيد المحاكمة أمام أعلى محكمة في العالم، محكمة العدل الدولية، التي قبلت معقولية القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا بأن إسرائيل ترتكب جريمة الإبادة الجماعية”.
وأضاف “لا يمكنك معالجة الظلم إلا إذا كنت مستعدًا لتسميته بدقة، وحزب العمال لا يزال يريد التعامل مع إسرائيل كدولة ديمقراطية طبيعية وبالتالي كحليف أساسي”.
في هذه الأثناء، من المقرر عقد حدث آخر يوم الاثنين بعنوان “عصر جديد من الدفاع” برعاية شركة نورثروب جرومان، وهي الشركة التي تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة وأنظمة الصواريخ التي يقال إنها تستخدم ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي صباح يوم الأحد، وقف المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين خارج مدخل المؤتمر في ملعب إيه سي سي في ليفربول. وكانت هناك شاحنات سوداء متوقفة بالقرب من المكان تحمل لافتات تقول “أوقفوا كل مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل”.
علقت حكومة حزب العمال البريطانية 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في أوائل سبتمبر/أيلول.
لكن كثيرين في الحزب يريدون أن تمتد عمليات التعليق إلى أبعد من ذلك، حيث أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن ثلاثة أرباع أعضاء حزب العمال يؤيدون فرض حظر كامل على الأسلحة.
تقدم أعضاء حزب العمال باقتراح طارئ يدعو إلى تعليق جميع مبيعات الأسلحة يوم الأحد. وإذا حصل الموضوع على عدد كافٍ من الأصوات من أعضاء حزب العمال، فسيتم مناقشة الاقتراح يوم الاثنين.
ومن المقرر أن يتحدث السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط مساء الاثنين في حفل استقبال إلى جانب أنجيلا راينر، نائبة زعيم الحزب، ووزير الشرق الأوسط هاميش فالكونر.
ويأتي المؤتمر بعد أسبوع صعب لرئيس الوزراء كير ستارمر، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب الكشف عن حصوله على أكثر من 16 ألف جنيه إسترليني مقابل ملابس عمل ونظارات من أحد أقران حزب العمال، اللورد وحيد علي. وتعهد ستارمر يوم الجمعة بأنه لن يقبل بعد الآن تبرعات للملابس.