رئيسيشئون أوروبية

تغييرات قواعد الماسح الضوئي في مطارات أوروبا تثير ارتباكًا واسعًا

أعلنت المفوضية الأوروبية السماح مجددًا باستخدام بعض أجهزة المسح الضوئي عالية التقنية من طراز C3 في المطارات الأوروبية، مما قد يمكّن المسافرين من حمل ما يصل إلى لترين من السوائل عبر نقاط التفتيش الأمنية بدلاً من الحد القديم البالغ 100 مل، لكن القرار جاء جزئيًا ومحدودًا، ما أثار حالة من الارتباك والاضطراب في العديد من المطارات في أوروبا.

هذه الخطوة تمثل تراجعًا عن الحظر الذي فرض في سبتمبر/أيلول 2024 على استخدام تكنولوجيا فحص C3 (EDS CB C3)، الذي جاء حينها باعتباره “إجراءً احترازيًا لمعالجة مشكلة فنية مؤقتة” وفقًا للمفوضية، وليس ردًا على تهديد أمني جديد.

لكن بموجب القواعد الجديدة، سيُسمح فقط باستخدام أجهزة مسح ضوئي محددة الصنع من شركة “سميثز ديتكشن” البريطانية، ما يعني أن المطارات التي استثمرت ملايين اليوروهات في أجهزة من شركات منافسة مثل “نوكتيك” و”رابيسكان” لن تكون قادرة على استخدام أجهزتها حتى إشعار آخر، ريثما تتم إعادة اعتمادها من قبل مؤتمر الطيران المدني الأوروبي ومن ثم المفوضية.

تفاوت في تطبيق القواعد

وتنطبق الموافقة الجديدة على 700 جهاز مسح ضوئي موزعة على 21 دولة عضو، معظمها في “المراكز الرئيسية” كما قالت المتحدثة باسم المفوضية آنا كايسا إيتكونين، إلا أن هذا لا يعني تطبيقًا موحدًا في جميع المطارات الأوروبية.

قالت إيتكونين: “سيتعين على كل مطار إبلاغ الركاب بوضوح عما إذا كانوا يستخدمون هذه التقنية الحديثة أم لا. لا يمكن افتراض أن كل مطارات الاتحاد الأوروبي قد سمحت بعد بحمل عبوات أكبر من السوائل.”

هذا التفاوت في القواعد الأمنية انعكس فعليًا في بعض المدن. ففي ميلانو الإيطالية، يُسمح الآن للمسافرين من مطار “ليناتي” والمبنى 1 في “مالبينسا” بحمل ما يصل إلى لترين من السوائل، في حين لا يزال المبنى 2 من نفس المطار يفرض الحد القديم البالغ 100 مل.

أما مطار سخيبول في أمستردام، فرغم امتلاكه التكنولوجيا الجديدة، أعلن أن قواعد الـ100 مل ستظل سارية في الوقت الراهن.

انتقادات من القطاع

هذه الخطوات أثارت انتقادات داخل قطاع الطيران والمطارات، إذ وصفت منظمة “المطارات الدولية في أوروبا” القرار بأنه “حل جزئي”، لكونه يستبعد أجهزة منافسة كثيرة ويترك بعض المطارات “في فراغ تنظيمي”.

من جهتها، قالت شركة “نوكتيك” الصينية، التي خضعت لتحقيق من الاتحاد الأوروبي العام الماضي بتهم تتعلق بالدعم الأجنبي، إن أجهزتها لا تواجه أي عوائق تقنية لإعادة اعتمادها، وطالبت المفوضية بأن تكون عملية الجدولة والاختبار “شفافة وعادلة لضمان تكافؤ الفرص”.

أثر على المسافرين وسير العمليات

القيود المفروضة سابقًا تطلبت من المسافرين تخزين السوائل في عبوات لا تتجاوز 100 مل وإخراجها من الحقائب خلال التفتيش، إلى جانب إخراج الأجهزة الإلكترونية مثل الحواسيب المحمولة والهواتف. أما أجهزة C3، فتوفر القدرة على فحص الأمتعة دون الحاجة لهذه الخطوات، مما يسرّع من المرور عبر نقاط التفتيش.

لكن مع عودة العمل بالقيود القديمة بشكل غير متناسق، وفرض موافقات جزئية على بعض الأجهزة دون غيرها، سادت حالة من الارتباك بين المسافرين والموظفين على حد سواء، خاصة مع عدم وضوح الإرشادات بين المطارات المختلفة.

وقالت مصادر من مطار ميلانو بيرغامو إن المطار سيواصل تطبيق قاعدة الـ100 مل حتى 28 نوفمبر المقبل، وهو الموعد المتوقع للانتهاء من تركيب أجهزة C3 الجديدة.

ضغط من بريطانيا وركود في الاستثمار

وفي أبريل الماضي، قررت المملكة المتحدة رفع قيود الـ100 مل رسميًا في عدد من مطاراتها، مما زاد من الضغط على المفوضية الأوروبية لتسريع وتيرة التغيير، خشية فقدان التنافسية وكفاءة حركة النقل الجوي.

إلا أن قطاع المطارات أبدى ترددًا في الاستثمار مجددًا في أجهزة C3، خاصة بعد أن تبين أنها أغلى بـ8 مرات من أجهزة الفحص التقليدية، مع تكاليف تشغيل وصيانة تزيد بـ4 مرات، حسبما أفادت منظمة المطارات الأوروبية.

وقرار المفوضية الأوروبية بإعادة السماح المحدود باستخدام أجهزة C3 أعاد الجدل حول أمن المطارات وتسهيل تجربة السفر، لكنه في الوقت ذاته كشف عن نقص في التنسيق وشفافية القرارات، مما ساهم في تعميق الإرباك بدلًا من تبسيط الإجراءات الأمنية للمسافرين داخل الاتحاد الأوروبي.

ومع استمرار المطارات في العمل بأنظمة متفاوتة، يتعين على الركاب التحقق مسبقًا من القواعد الخاصة بكل مطار لتجنب المفاجآت والإرباك خلال رحلاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى