رئيسيرياضة

فيفا ووتش تدعو حكومة بريطانيا لكشف فحوى محادثاتها مع السعودية والضغط للإفراج عن معتقلات الرأي السعوديات

زيورخ- دعت منظمة مراقبة أخلاقيات ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) “فيفا ووتش”، الحكومة البريطانية إلى الكشف عن فحوي محادثات أجرتها مؤخرا مع المملكة العربية السعودية وعلاقتها بمساعي الرياض للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، مؤكدة أن مثل هذه الصفقة تتطلب أولا مبادرة سعودية لتحسين سجلها الحقوقي مثل الإفراج عن جميع معتقلات الرأي.

وأكدت “فيفا ووتش” وهي منظمة دولية مستقلة مقرها زيورخ في بيان صحفي، على أنه يتعين على الحكومة البريطانية أن توضح موقفها بشأن الصفقة السعودية المحتملة للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد ظهور تقارير عن محادثات بين وزير الدفاع البريطاني ونائب وزير الدفاع السعودي.

وبينما لم يتم الكشف عن محتويات المناقشة، فإنها يُنظر إليها على أنها علامة إيجابية على صفقة بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني تسعى إليها السعودية منذ فترة للاستحواذ على النادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وبحسب تقارير وكالة الأنباء السعودية الرسمية، اتصل وزير الدولة لشؤون الدفاع بن والاس بالأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع للتعبير عن “تقدير بلاده لدور السعودية في معالجة التهديدات التي تهدد الاستقرار في المنطقة”، مؤكداً حرص المملكة المتحدة على تعزيز العلاقات بين “البلدين الصديقين”.

وقد سبق للحكومة البريطانية أن شددت على أن بيع نادي إنجليزي أمر خاص. وفي رسالة من وزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية إلى مدير منظمة فيفا ووتش في المملكة المتحدة أليستير تومبسون، في 12 أيار/مايو الماضي، قال مسؤول حكومي “… إن الاستحواذ المتوقع على نيوكاسل يونايتد من قبل السعودية هو أمر يخص الأطراف المعنية ولا يوجد دور حكومي في هذه العملية”.

ومضت الرسالة الحكومية البريطانية لتقر بالمخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان للنظام السعودي قائلة: “لا تزال حكومة المملكة المتحدة قلقة بشأن استمرار اعتقال عدد من الأفراد وخاصة المعتقلين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق المرأة في السعودية”.

وأضافت “نثير المخاوف بشأن الحالات الفردية بانتظام وسنستمر في الدعوة إلى مراعاة الأصول القانونية والتمثيل القانوني الكافي، نعارض بشدة عقوبة الإعدام في جميع البلدان وفي جميع الظروف كمسألة مبدأ. لا تزال المملكة العربية السعودية دولة ذات أولوية في مجال حقوق الإنسان في وزارة الخارجية ولا يمنعنا أي جانب من علاقتنا مع المملكة من التحدث بصراحة عن حقوق الإنسان”.

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان بريطانيا فرض عقوبات بحق 20 سعوديا بينهم مسئولين حكوميين سابقين ومساعدين لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يشتبه بصلتهم المباشرة في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.

وعلق تومبسون على موقف الحكومة البريطانية بشأن صفقة استحواذ السعودي على نادي نيوكاسل إن “هذا تطور مثير للقلق يشير إلى عدم وجود تنسيق بين ثلاث إدارات حكومية رئيسية، هي زارة الثقافة والثقافة والإعلام والرياضة، ووزارة الدفاع، وزارة الخارجية والكمنولث”.

وأشار إلى أن الحكومة البريطانية ترفض التدخل في صفقة شراء نيوكاسل يونايتد من السعودية، متجاهلة المزاعم العديدة المتعلقة بمساعي التبييض الرياضي وغسيل السمعة عبر الرياضة، ثم تغض الطرف عن قرار منظمة التجارة العالمية ضد المملكة العربية السعودية لانتهاكه القانون الدولي من خلال دعم فعال لتشغيل محطة تلفزيون القراصنة beoutQ.

وأكد تومبسون أنه يتوجب على الحكومة البريطانية أن توضيح محتويات الحوار بين وزير الدفاع ونظيره السعودي، وتوضيح ما إذا كانت لندن تضغط على إدارة الدوري الممتاز إما رسميًا أو بشكل غير رسمي لقبول عرض استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل.

وشدد على أنه يتوجب على الحكومة البريطانية أن تبادر لربط صفقة الاستحواذ السعودي على نيوكاسل يونايتد بوقف انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان مثل الإفراج عن معتقلات الرأي والناشطين في مجال حقوق الإنسان والمعتقلين السياسيين وإنهاء تورطها في النزاعات بالوكالة بما في ذلك الحرب في اليمن.

وحث تومبسون رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على الرد على الرسالة التي نظمتها منظمة فيفا ووتش بشأن مسألة غسل الرياضة والتي وقع عليها 16 برلمانيا رفيعا، بمن فيهم زعيم حزب العمال السابق اللورد كينوك ووالد والنائب المحافظ السير بيتر بوتوملي “.

وجاء في الرسالة الموجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني بتاريخ 6 حزيران/يونيو الماضي “نود أن نثير معكم مخاوفنا بشأن غسل الرياضة – ممارسة الشركات أو الأنظمة ذات البيئة الضعيفة أو حقوق الإنسان التي تنفق مبالغ كبيرة من المال على الأحداث والأنشطة الرياضية. أو حتى شراء نوادي رياضية لتحسين صورتها.

وأكدت الرسالة أن شراء المملكة العربية السعودية لنادي نيوكاسل يونايتد يثير عددًا من القضايا الأخلاقية بسبب سجل النظام السعودي السيء في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك اغتيال خاشقجي واعتقال عشرات نشطاء حقوق الإنسان والاستخدام المتزايد للتجسس عبر الإنترنت ضدها المعارضين، فضلا عن حرب التحالف بقيادة السعودي على اليمن وقتل المدنيين فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى