رئيسيشؤون دولية

أمين عام الأمم المتحدة يدعو إلى اختيار السلام عالميا

تسلّم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جائزة “مصباح السلام” – وهي تكريم رفيع من الكنيسة الكاثوليكية، وقال إنها إقرار بعمل موظفي الأمم المتحدة “الذين يناضلون من أجل السلام في جميع أنحاء العالم.”

وذكّر أنه بعد أهوال الحرب العالمية الثانية في القرن العشرين، “أنشئت الأمم المتحدة باسم السلام” وأكد “أننا متحدون هنا اليوم في سعينا لتحقيق السلام.”

وقال غوتيريش أثناء تسلّمه الجائزة لمن يسعون إلى التعايش السلمي بين الشعوب: “يبقى السلام النجمة التي ترشدنا وأغلى هدف.”

وأوضح أنه ردا على تصاعد الكراهية ضد المسلمين ومعاداة السامية واضطهاد المسيحيين، والعنصرية وكره الأجانب، “يجب علينا جميعا أن ندافع عن إنسانيتنا المشتركة، يجب أن نرفض الشخصيات الدينية والسياسية التي تستغل الخلافات.”

مصباح السلام الفرنسسكاني هو نسخة طبق الأصل من مصباح زيت زجاجي يضيء عند قبر القديس فرنسيس الأسيزي الرهباني، الذي علّم المحبة والاحترام للناس أجمع، وكان يحترم الحيوانات والنباتات ويحث على الرفق بهم.

وتم تقديم الجائزة لأول مرة في عام 1981، وكان من بين الحائزين السابقين عليها البابا يوحنا بولس الثاني، والدلاي لاما، الأم تريزا من كلكتا والزعيم السوفييتي السابق، ميخائيل غورباتشوف.

وقال غوتيريش: “كشخص مؤمن، مع بالغ التقدير والاحترام لرسالة القديس فرنسيس، فإن هذه الجائزة والمراسيم لهما دلالة خاصة.”

في عام 2019، تسلّم ملك الأردن، عبد الله الثاني، جائزة مصباح السلام. وخلال مراسم تسليم الجائزة (رمزيا) إلى السيد غوتيريش، قال الملك عبد الله الثاني في كلمته المصورة إن الأمين العام للأمم المتحدة صانع سلام حقيقي.

وتابع يقول: “في منطقتي في الشرق الأوسط، كان الأمين العام لا يتزعزع في دعمه للحلول السياسية للنزاعات، بما في ذلك حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي – السبيل الوحيد باتجاه مستقبل من السلم والأمن للجانبين – وصوتا قويا للقانون الدولي والحماية للقدس.”

وأضاف أنه في الإسلام يُطلب أن يعطف المرء على جاره القريب، والجيران الغرباء. ولا يكون لطيفا مع الأقرباء فحسب، بل أيضا مع عابري السبيل. وقال: “مثل هذه التعاليم هي جزء من كل ديانة رئيسية في عالمنا، وهذا التعاطف معروف جيدا للرجل الذي نكرّمه اليوم.”

منذ بداية ولايته الأولى، جعل الأمين العام تعزيز السلام على رأس أولوياته. وبعد أن شهد بعض أسوأ آثار النزاع خلال فترة عمله كمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أطلق “طفرة دبلوماسية من أجل السلام.”

وقال في كلمته التي ألقاها عبر تقنية الفيديو: “لقد ركزتُ بشكل أكبر على الوقاية، وإنشاء أنظمة وأطر أكثر صرامة لتحليل المخاطر، وتعزيز عملية صنع القرار، ودعم الدول الأعضاء لاتخاذ إجراءات قبل تصاعد العنف.”

وأضاف أنه عندما بدأ كـوفيد-19 بالتفشي، “فهمتُ أنه سيكون تهديدا جديدا للسلام، ودعوتُ على الفور إلى وقف إطلاق نار عالمي لمحاربة عدوّنا المشترك – الفيروس.”

بصفته وسيطا نزيها، وباني جسور ورسول للسلام، فإن الأمين العام مصمم على استخدام مساعيه الحميدة للبناء على تلك المبادرات.

وقال: “لكن النضال من أجل السلام غالبا ما يكون مهمّة مستعصية، نظرا لتعقيد الصراعات المترابطة اليوم. نعيش في عالم فيه السلام بعيد المنال وتحت تهديد هائل.”

ورسم غوتيريش صورة للبلدان والمناطق التي تعاني من صراعات طويلة الأمد ويتم فيها التقليل من قيمة السلام وتقويضه بشكل روتيني، مشددا على أن هذه الأمور تجعل لحظات كهذه أكثر أهمية “لتكريم السلام والتفكير في واجبنا في دعمه وتعزيزه.”

إنه ليس تسليما بالأمر الواقع، ولكنه فعل ملموس، وأحيانا يكون خيارا صعبا، لذا قال غوتيريش: “السلام متطلِب وفي عالمنا الممزق والمضطرب، إنه أمر مهم. إنه القوة الدافعة وراء عمل الأمم المتحدة، كل يوم، في كل بلد.”

ونقلا عن الرسالة البابوية من أجل مكافحة التفاوت الاجتماعي تحت عنوان “جميعنا إخوة” (فراتيلي توتي) للبابا فرنسيس، قال الأمين العام إنه فقط من خلال السير على طريق السلام، بالتضامن، يمكن بناء مستقبل أفضل للجميع، “لأن السلام يمكن أن يحقق عجائب لن تفعلها الحرب أبدا.”

واختتم قائلا: “في عالم يمكننا فيه اختيار أي شيء، دعونا نختار السلام.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى