رئيسيرياضة

فيفا ووتش ترحب بقرار رابطة الدوري الإنجليزي تعليق عرض السعودية للاستحواذ على نادي نيوكاسل

زيورخ – رحبت منظمة مراقبة أخلاقيات ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ” فيفا ووتش “، بالأنباء التي تفيد بتعليق رابطة الدوري الإنجليزي النظر في صفقة استحواذ المملكة العربية السعودية على نادي نيوكاسل يونايتد المنافس في الدرجة الممتازة إلى أجل غير مسمى بسبب السجل الحقوقي المروع للرياض.

وقالت “فيفا ووتش” وهي منظمة دولية مستقلة مقرها زيورخ في بيان صحفي، إن قرار رابطة الدوري الإنجليزي يأتي بعد أن دعت مجموعة ثانية من البرلمانيين البريطانيين بما في ذلك الرئيس السابق لجنة الثقافة والإعلام واللجنة الرياضية في البرلمان البريطاني داميان كولينز، حكومة المملكة المتحدة إلى رفض الصفقة.

وذكرت “فيفا ووتش” أن رسالة كولينز وزملائه جاءت بموجب عريضة أطلقتها ووقع عليها 16 برلمانيًا بمن فيهم الزعيم السابق لحزب العمل اللورد كينوك ووالد المجلس، والنائب المحافظ السير بيتر بوتوملي الذي انتقد الصفقة السعودية المرتقبة باعتبارها محاولة تبييض رياضي للتغطية على سجل السعودية المروع في مجال حقوق الإنسان.

وجاء في العريضة الموجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: “إن صفقة استحواذ السعودية المحتمَلة على نادي نيوكاسل يونايتد تثير عددًا من القضايا الأخلاقية بسبب سجل النظام السيء للمملكة في مجال حقوق الإنسان”.

وأشارت العريضة إلى تورط النظام السعودي باغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018، واعتقال عشرات نشطاء حقوق الإنسان دون أن يحظوا بمحاكمات عادلة، فضلا عن الاستخدام المتزايد للتجسس عبر الإنترنت ضد المعارضين، إلى جانب قيادة الرياض تحالفا عسكريا للحرب على اليمن وقصف المدنيين بانتظام منذ أكثر من خمسة أعوام.

وأعادت فيفا ووتش التأكيد على أن “غسل الانتهاكات بالرياضة” يمثل مشكلة متنامية حول العالم، ومن الضروري أن تعمل الحكومة الإنكليزية مع الهيئات الرياضية لضمان أن المملكة المتحدة لا تسمح باستخدام علاماتها التجارية الرائدة مثل الدوري الممتاز في هذا السلوك.

وسبق أن وصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) الرائدة في مجال حقوق الإنسان، سعي المملكة العربية السعودية لشراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بأنه “محاولة لغسل العار عبر الرياضة”.

وقال رئيس حملات المملكة المتحدة في منظمة العفو الدولية فيليكس جاكنز إنه بفعل الحجم الكبير الذي يشاهده الجميع للاستثمار السعودي في الرياضة حديثا، فإن الاستحواذ على نيوكاسل لن يشكل مفاجأة كبيرة.

وأضاف أن السعودية معروفة بمحاولاتها لـ”غسل العار عن طريق الرياضة” باستخدام بريق ومكانة الرياضة العليا كأداة للعلاقات العامة لتشتيت الانتباه عن سجل حقوق الإنسان السيئ لديها.

وتابع أنه في عهد محمد بن سلمان كانت هناك حملة شاملة لحقوق الإنسان مع سجن العديد من الناشطين المسالمين، بمن فيهم لجين الهذلول والمدافعات الشجاعات الأخريات عن حقوق المرأة.

ولفت جاكنز إلى أنه كان هناك تبييض صارخ لجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي المروعة، وهناك مخاوف مستمرة بشأن القرصنة السعودية، والتحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن لديه سجل دموي في شن هجمات عشوائية على المنازل والمستشفيات.

كما أشار إلى أنهم في العفو الدولية لا ينبغي لهم أن يحددوا من الذي يجب أن يمتلك نيوكاسل يونايتد، “لكن يجب على موظفي النادي وفنييه ولاعبيه على حد سواء أن يدركوا هذا على حقيقته، غسيل عار عن طريق الرياضة، بكل بساطة”.

ويأتي قرار رابطة الدوري الإنجليزي بعد إعلان السلطات السعودية عن حجب مجموعة قنوات beIN الرياضية العالمية والترفيهية من المملكة. واعتبرت “فيفا ووتش” أن العمل العدائي من الرياض يعني أنه لا توجد طريقة مشروعة لأشخاص في الشرق الأوسط لمشاهدة الدوري الإنجليزي الممتاز وبطولة يمبلدون للتنس ومجموعة من البطولات الدولية التي تمتلك مجموعة قنوات beIN حقوق البث لها.

وحذرت فيفا ووتش من أن هذا الإجراء يمكن أن يؤثر على مقدار الأموال التي تتلقاها الرياضة البريطانية من beIN والتي يقدر أنها دفعت أكثر من مليار جنيه إسترليني مقابل الحقوق الحصرية لبث بعض الأحداث الرئيسية في المملكة المتحدة، بما في ذلك 400 مليون جنيه إسترليني للدوري الممتاز، والذي كان جزءًا من صفقة مدتها ثلاث سنوات تغطي الشرق الأوسط.

وعلق أليستير تومبسون مدير فيفا ووتش في المملكة المتحدة بأن قرار رابطة الدوري الإنجليزي بتعليق استحواذ السعودية على نيوكاسل يونايتد “يبعث برسالة قوية إلى السلطات السعودية مفادها أنه يجب عليها تنظيف تصرفاتها قبل شراء أحد أكثر الأندية المحبوبة في المملكة المتحدة”.

وأضاف “لقد طالبنا الحكومة السعودية سابقًا بتحسين معاملة الناشطين في مجال حقوق الإنسان والناشطين السياسيين في المملكة، وإنهاء البث غير القانوني الذي تبنيه الدولة وبث الرياضة والترفيه بواسطة beoutQ التي وجدت أن السعودية انتهكت قوانين القرصنة الدولية من خلال دعم beoutQ “.

واختتم تومبسون: “ندعو الحكومة البريطانية إلى تكثيف ضغوطها على المملكة العربية السعودية للإفراج عن جميع ناشطي حقوق الإنسان والمعتقلين السياسيين، وضمان العدالة لأسرة الصحفي خاشقجي، وإنهاء حرب اليمن والصراعات الإقليمية الأخرى التي تتورط بها السعودية، وأخيرًا احترام القانون الدولي من خلال إغلاق قناة القرصنة beoutQ والسماح باستئناف البث عبر beIN في المملكة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى