الشرق الاوسطرئيسي

ضربتان في أسبوع واحد تلقاهما بن سلمان

الرياض- تلقت سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي من المرجح تعيينه ملكاً قريباً هذا الأسبوع ضربتين مؤلمتين، ومن الواضح أن ضربات أخرى قادمة.

وتقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن وضع بن سلمان لا يُحسد عليه، فمنذ أيامٍ معدودة، قَتَلَ الحوثيون في اليمن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعد يومين فقط من إعلان اعتزامه “بدء صفحة جديدة مع التحالف العربي” الذي أسسه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ عامين.

وبينما كان مقتل صالح يهز القصر السعودي، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري  إلغاء استقالته التي كان قد قدمها على خلفية ضغط سعودي هائل وأثناء زيارته الرياض.

وبعد إنفاق مليارات الدولارات في الحرب، استنتَجَ محمد بن سلمان، الذي بدأ هذه الحرب بالأساس، أن التكلفة الباهظة لا تضمن الانتصار، وأن الاعتماد على الرئي اليمني الحالي منصور هادي لا معنى له.

ويقال إن الأمير يريد أن يضع حدّاً للخسائر العسكرية وينسحب من اليمن في مقابل تسوية دبلوماسية.

ولو لم يكن صالح قد قُتِلَ على يد منافسيه الحوثيين، فلربما صار للسعودية والإمارات رئيسٌ يمني “تابع لهم” بجيش موال له، يمكنه مواجهة الحوثيين، لكن الخطة فشلت.

أما الآن، فليس لدى السعودية والإمارات من هو جدير بالترشح للرئاسة. وليست الخيارات جيدة بأي حال، ومواصلة الحرب نكاية في إيران مكلفة للغاية، سواء اقتصادياً أو على الصعيد الدبلوماسي.

لكن المفاوضات مع الحوثيين تعني تنازلاً وخروجاً من اليمن، الذي سيظل تحت حكم الحوثيين أي في كنف النفوذ الإيراني.

لقد فشلت السعودية في محاولتها إحداث تغييرٍ في النظام باليمن، وهي تدرك أنه ليس بمقدورها أن تملي تحركاتٍ لإيقاف إيران وحزب الله حتى في لبنان، حيث تحظى بنفوذ مهم ومباشر.

وكان ولي العهد السعودي افترض أن استقالة الحريري من شأنها أن تشل الحكومة وتتسبب في فوضى سياسية. لكن كما هو الحال في اليمن، لم تكن لدى السعوديين خطةٌ لحسم اللعبة في النهاية.

أما عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فهي حقل الألغام القادم لولي العهد السعودي. فلم يسفِر اقتراحه بدولةٍ فلسطينية من مناطق غير متجاورة عاصمتها أبو ديس -ولن تستطيع قيادتها المطالبة بحق عودة اللاجئين- عن شيء.

والآن، تنضم السعودية إلى جميع الدول العربية والإسلامية ضد اعتراف ترمب بالقدس، حيث من المُفتَرَض نقل السفارة الأميركية، عاصمةً لإسرائيل.

يبدو أن طريقاً طويلاً، على محمد بن سلمان أن يقطعه قبل أن يتمكن من إملاء السياسة السعودية على الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى