رئيسيشئون أوروبيةمقالات رأي

عام جديد مليء بالتحديات أمام الاتحاد الأوروبي

يواجه الاتحاد الأوروبي الكثير من التغيرات والتحديات خلال العام الجديد 2019، أهمها احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد ما سيدفع دولا أخرى للتفكير بذات الامر، إضافة لانتخاب برلمان أوروبي قد يشهد زيادة النواب اليمنيين والشعبويين، إضافة لاستمرار مشاكل المهاجرين والخلاف التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وتولت رومانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مع بداية هذا العام، وسط تساؤلات بشأن مدى قدرتها على قيادة التكتل خلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخابات الاتحاد التي يمكن أن تعزز القوى المتشككة في بقية دول التكتل. فقد شكك رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في قدرات رومانيا على تولي لأول مرة رئاسة الاتحاد الأوروبي.
وقال يونكر في تصريحات صحفية إن “حكومة بوخارست لم تدرك كليا ما معنى رئاسة دول الاتحاد” وإن كان هذا البلد “محضرا تقنيا” لتولي هذه المهام، لافتا إلى أن “العمل الحذر يستلزم أيضا الرغبة في الإصغاء إلى الآخرين والتصميم الثابت على وضع الاهتمامات الخاصة في المرتبة الثانية. لدي شكوك في هذا الخصوص”.

جان كلود يونكر

كما نبه المسؤول الأوروبي البارز في قدرة رومانيا على الموقع الجديد والظهور في موقع “وحدة متماسكة” في أوروبا، فيما تواجه هي توترات سياسية وطنية حادة.
وواجه رومانيا نفسها مشكلة مع الاتحاد، حيث استمر الصراع بين الاتحاد ودول أوروبا الشرقية مثل رومانيا والمجر وبولندا بسبب ضعف مفاهيم دولة القانون فيها. كما شهد الاتحاد عام 2018 مشاكل أخرى بينها جمود محادثات البريكست واستمرار الخلافات التجارية مع أكبر حلفاء الاتحاد أمريكا، فيما يتصاعد خطر تنامي نفوذ تيار اليميني الشعبوي في عموم أوروبا.
ويشهد الاتحاد أكبر عملية اقتراع في العالم، لاختيار برلمان أوروبي جديد، ويتم تبديل كل قيادات المؤسسات الأوروبية المنتخبة، بدأ من المفوضية الأوروبية ورئيسها يونكر وانتهاء بأصغر موظف، مثل قيادة البنك المركزي الأوروبي.
ويخشى المراقبون الأوروبيون أن الانتخابات ستوفر فرصة لليمنيين المتطرفين لزيادة نفوذها وعددهم في البرلمان، حيث كانوا لا يشكلون 10% في الدورة الحالية، فيما يتوقع ان يتضاعف ل20% من عدد مقاعد البرلمان في الانتخابات القادمة.
ورجح هؤلاء ألا ينجح اليمين في الهيمنة على البرلمان وبالتالي سياسات الاتحاد، إلا أنهم سيحدثون الكثير من الضجيج والصوت العالي.

بريطانيا تنفصل
بخروج بريطانيا المتوقع في نهاية آذار/ مارس المقبل سيتقلص عدد دول الاتحاد الأوروبي لأول مرة منذ تأسيسه، ما يعتبر نزيفا كبيرا لقدرات الاتحاد الدفاعية، إذا ما نظرنا إلى القدرة العسكرية البريطانية وتأثيرها على السياسة الخارجية لأوروبا عموما. إلا أن اقتصاديا سيبقى الاتحاد الأوروبي قوة كبيرة لا يمكن الاستهانة بها. كما أن الأضرار بالنسبة لبريطانيا هي أكبر مما هو متوقع بالنسبة لبقية دول الاتحاد. ولكن الأمر لم يحسم في بريطانيا بعد، فالطريق مازال مفتوحا أمام الخروج من البريكست والبقاء في الاتحاد الأوروبي، وفق الخلافات الحادة التي تحيط بالاتفاقية الأوروبية البريطانية في البرلمان البريطاني في لندن.

التحدي الإيطالي
إيطاليا وحكومتها اليمينية الشعبوية ستبقى تحديا كبيرا لعمل المفوضية الأوروبية المقبلة، حيث ستواجه مشكلة تعويض خسارة بريطانيا ومساهماتها المالية لحساب ميزانية المفوضية الأوروبية، ورطة كبيرة يصعب حلها، حيث يجب على دول أخرى مثل إيطاليا وفرنسا والمانيا وبعض الدول الأوروبية دفع الفارق الناجم عن خروج بريطانيا للميزانية الأوروبية، وهو أمر صعب المنال مع حكومة يمينية شعبوية تسب وتشتم الاتحاد الأوروبي ليلة نهار، كما هو الحال الآن في إيطاليا.

فرص
تجدر الإشارة إلى ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشكل القطب المخالف لرافضي الاتحاد الأوروبي بين صفوف اليمينيين الشعبويين. لكن ماكرون يواجه صعوبات كبيرة في بلاده. وإذا خسر ماكرون في الصراع الجاري، فإن ذلك يشكل خسارة ايضا للاتحاد الأوروبي. وعليه يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى دعم جديد من برلين.
وإذا وصل ائتلاف بين حزب الخضر والمحافظين إلى السلطة في برلين العام المقبل وبوجوه جديدة في قيادة الحكومة، فإن ذلك سيعطي الاتحاد الأوروبي زخما قويا في كل المجالات.
خصوصا عندما تتوجه الأنظار إلى مجال السياسة الخارجية، حيث تنتظر الاتحاد تحديات الصراع مع روسيا إلى جانب التحديات القائمة إزاء الهيمنة الصينية في افريقيا ومحاولة الاستحواذ على التقنيات الأوربية. كل ذلك في ظل وجود رئيس دولة حليفة كبيرة تحت اسم دونالد ترامب في البيت الأبيض الذي لا يعرف سوى لغة الصفقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى