الطب والصحةرئيسيمنوعات

نظرية جديدة لتفسير ضعف الرغبة الجنسية لدى النساء والرجال

مع الموافقة على طرح ثاني أقراص فياجرا نسائية من جانب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أُثير نقاش متجدد حول ضعف الرغبة الجنسية : هل تُعد الرغبة الجنسية المنخفضة مشكلة طبية تتطلب حلولاً دوائية، أم أنها مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج سلوكي أكثر؟

يتبنَّى علماء الجنس وجهات نظر قوية ومتضاربة حول هذا الأمر، حيث سلَّط موقع Mind Body Green الأمريكي الضوءَ على جزء مثير للاهتمام من بحث جديد يقدم بعض الدلائل حول ما يعيق الرغبة الجنسية لبعض الأشخاص وإثارتهم.

لاحظت دراسة جديدة نُشرت في مجلة العلاج الجنسي والزوجي العلمية فرقاً واضحاً في الدوافع الجنسية بين النساء المصابات باضطراب الرغبة الجنسية، وتلك اللاتي لا يعانين هذا الاضطراب.

ويشير اضطراب الرغبة الجنسية لدى النساء إلى السيدات اللاتي لديهن رغبة جنسية منخفضة، أو لا يمكن إثارتهن بسهولة لممارسة الجنس؛ مما يؤدي إلى شعورهن بالضيق.  وهذا يختلف عن الأشخاص الذين لا يشعرون برغبة في ممارسة الجنس لفترة من الوقت فحسب.

ما الذي يحفز الناس على ممارسة الجنس؟

أجرى باحثون دراسة استقصائية على 97 زوجاً وزوجةً يعانون من اضطراب الرغبة الجنسية، و108 أزواج وزوجات لا يعانون أي اضطراب جنسي.  وأجاب كل شخص في كل زوجين على حدة، عن أسئلة حول أسباب ممارسته للجنس.

وطرح الباحثون أسئلة محددة لتحديد القوة الجنسية المشتركة لهؤلاء الأزواج، وأهدافهم الجنسية الإيجابية والوقائية.

ويشير مصطلح «القوة الجنسية المشتركة» إلى مدى رغبة الشخص في تلبية الاحتياجات الجنسية لشريكه.

أظهرت الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين يتمتعون بقوة جنسية مشتركة أكبر، لديهم رغبة جنسية أكبر بشكل عام، وغالباً ما تكون لديهم رغبة جنسية مستمرة طوال الوقت.

وحتى بين النساء اللاتي يتعاملن مع ظروف مستمرة تجعل الجنس مؤلماً، أظهرت الدراسات أن التمتع بقوة جنسية مشتركة أكبر ساعد على إثارة تلك النساء بسهولة أكبر، وشعورهن برضا جنسي أكبر في علاقاتهن.

ويشير مصطلح «الأهداف الجنسية الإيجابية» إلى حين يمارس الناس الجنس على وجه التحديد لتحقيق نتائج إيجابية، مثل الشعور بحميمية أكبر مع شركائهم أو مجرد الاستمتاع باللذة الجسدية لأنفسهم.

من ناحية أخرى، يشير مصطلح «الأهداف الجنسية الوقائية» إلى حين يمارس الناس الجنس لتجنب النتائج السلبية، مثل ممارسة الجنس لتجنب شعور الشريك بخيبة أمل، أو لأنك تعتقد أنه سيتركك إذا لم تفعل ذلك.

وكما هو متوقع، تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم أهداف جنسية إيجابية يشعرون برضا جنسي أكبر في علاقاتهم، بينما يشعر هؤلاء الذين لديهم أهداف جنسية وقائية برضا أقل.

وعندما نظر الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة إلى كيفية وصف النساء المصابات وغير المصابات باضطراب الرغبة الجنسية أسبابهن لممارسة الجنس، ظهر نمط مثير للاهتمام:

وهو أنَّ النساء المصابات باضطراب الرغبة الجنسية كانت لديهن قوة جنسية مشتركة أقل بكثير وأهداف جنسية إيجابية أقل، وأهداف جنسية وقائية أكثر، مقارنةً بالنساء اللاتي لا يعانين أي مشكلات في الرغبة الجنسية.

بعبارة أخرى، كانت النساء اللاتي يعانين مشكلات في الإثارة والرغبة الجنسية أقل استجابة للاحتياجات الجنسية لأزواجهن، وكذلك يمِلن إلى الرغبة في ممارسة الجنس كوسيلة لتجنب حدوث عواقب سيئة.

هل يُعد ضعف الرغبة الجنسية مشكلة نفسية؟

توضح هذه النتائج أن هناك عاملاً نفسياً في الأمر بالتأكيد. إذ أوضح الباحثون أنه في الدراسات السابقة ذكرت النساء اللاتي يعانين مشكلات في الرغبة الجنسية أنهن يمارسن الجنس للتخلص من الأمر فحسب، أو لتجنب الشعور بالذنب لعدم ممارسة الجنس.

وقال الباحثون إن «النساء تحدَّثن عن رغبتهن في تجنُّب المشاعر أو التجارب السلبية، باعتبارها سبباً لتثبيط رغبتهن الجنسية وإثارتهن، بينما اعتبرن أن الرغبة في الحصول على تجارب إيجابية مثل الشعور بأنهن مرغوبات أو محبوبات من أزواجهن سبب لتعزيز رغبتهن الجنسية وإثارتهن».

هذا تفسيرٌ منطقي بالتأكيد. فإذا كنت تركز تماماً على عدم إثارة غضب شريكك أو على مشكلاتك الجنسية الخاصة فحسب، فقد يكون من الصعب أن تركز على جميع الأشياء الإيجابية المتعلقة بالجنس، وإذا كنت لا تربط الجنس بأي شيء إيجابي، فلماذا قد ترغب في ممارسته إذن؟

وبقدر تمتعهن بقوة جنسية مشتركة منخفضة (ليس لديهن دوافع كبيرة لتلبية الاحتياجات الجنسية لشركائهن)، يعتقد الباحثون أن النساء المصابات باضطراب الرغبة الجنسية قد يواجهن صعوبات في التعرف على الاحتياجات الجنسية لشركائهن والاستجابة لها، بسبب أنهن أنفسهن لديهن احتياجات جنسية أقل.

وهذا قد يجعلهن أقل إدراكاً للتلميحات الجنسية، بما في ذلك الترابط العاطفي مع شركائهن أو المغازلة أو الصور الجنسية المثيرة أو اللحظات الرومانسية.

وتُعد القدرة على فهم التلميحات الجنسية عاملاً مهماً في النشاط الجنسي -وخاصةً للمرأة- إذ تظهر الأبحاث أن الشعور بأنك مرغوب، وتقدير شريكك لك جسدياً يُعد سبباً أساسياً لشعورك بالإثارة الجنسية.

ماذا يفعل ذوو الرغبة الجنسية المنخفضة؟

يجدر بك قضاء بعض الوقت المكثف في التفكير بما يدفعك لممارسة الجنس، وما إذا كانت هذه الدوافع قائمة على السعي وراء المتعة أم تجنب أشياء سيئة.

قد يكون من المفيد أن تلجأ لمعالج أو مدرب جنسي لاستكشاف الأمر.

واقترح الباحثون أيضاً أن يحاول الأشخاص المرتبطون بآخرين لديهم رغبة جنسية منخفضة أن يكونوا أكثر تفهماً وتقبلاً للاحتياجات الجنسية لشركائهم.

كيف يمكن أن تبين لشريكك أنك لا تجبره على ممارسة الجنس، وبالتالي مساعدته على اعتبار الجنس شيئاً مثيراً للفضول، بدلاً من كونه شيئاً يجبر نفسه على فعله لتستفيد منه.

في نهاية المطاف، يجب أن يكون الجنس شيئاً يفعله الشريكان للاستمتاع بشعور جيد، وليس للانتهاء من مهمة أو إشباع حاجة شخص آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى