رئيسيشؤون دولية

فرنسا تنقل ملف عفرين لمجلس الأمن وتركيا تندد

باريس- أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع اليوم الاثنين بطلب من بلاده لبحث التطورات في سوريا، بما فيها العملية العسكرية التركية في عفرين، بينما ندد نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بهذه الخطوة، وقال إن الدول التي تعارض العملية تقف في صف من وصفهم بالإرهابيين.

وقال لودريان إن بلاده قلقة جدا إزاء ما وصفه بالتدهور المفاجئ للوضع في سوريا.

وأضاف أن فرنسا دعت إلى اجتماع مجلس الأمن لتقييم المخاطر الإنسانية العالية، داعيا إلى وقف المعارك والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الجميع. وأشار قبل ذلك في تغريدة إلى أن الاجتماع سيتناول الوضع في مناطق عفرين وإدلب والغوطة الشرقية.

ورد الوزير التركي بالقول خلال مؤتمر صحفي في بغداد إن قيام فرنسا أو أي دولة أخرى بنقل عملية “غصن الزيتون” ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين إلى الأمم المتحدة يعد بمثابة اصطفاف إلى جانب الإرهابيين وليس إلى جانب دولة حليفة.

وكان لودريان أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي قبل أن يدعو تركيا -في بيان- إلى ضبط النفس “في ظل وضع صعب مع تدهور الظروف الإنسانية في عدة مناطق من سوريا نتيجة الأعمال العسكرية لنظام دمشق وحلفائه”. لكن البيان أكد في المقابل حرص فرنسا على أمن تركيا وسلامة أراضيها وحدودها.

كما طالبت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي تركيا بإنهاء هجومها ضد الوحدات الكردية في سوريا، معتبرة أنه يضر بجهود مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. وتأتي التصريحات الفرنسية بينما طالبت واشنطن بدورها أنقرة بضبط النفس، وحصر عمليتها العسكرية لتكون محدودة في الوقت والمكان.

وفي وقت سابق اليوم، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن لدى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. وفي برلين، حذر وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل من مخاطر لا يمكن توقعها للعملية العسكرية الجارية في عفرين.

وفي إطار ردود الأفعال الدولية على عملية “غصن الزيتون” التركية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة أجريت معه قبل أيام ونشرت الأحد إن الإجراءات التي تتخذها واشنطن من جانب واحد أغضبت تركيا ودفعتها لهذه العملية.

وكان لافروف يشير إلى تسليح واشنطن قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية المكون الرئيسي فيها- واعتزامها تشكيل “قوة أمن حدودية” قوامها ثلاثون ألف مسلح، نصفهم من القوات الكردية السورية.

وكانت موسكو عبرت أول أمس عن قلقها من التدخل التركي في عفرين، وسحبت مراقبيها من المنطقة، بينما اعتبر قياديون في الوحدات الكردية أن موسكو تدعم الهجوم التركي.

من جهته، قال فرانس كلينتسيفيتش النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي، إن روسيا لن تتدخل عسكريا في حال وقوع مواجهة بين النظام السوري وتركيا.

وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن بلاده تتابع بقلق الأوضاع في عفرين السورية، وتأمل أن تنتهي العمليات العسكرية هناك فورا.

وأضاف أن استمرار الأزمة في عفرين قد يساهم في تعزيز “الجماعات الإرهابية التكفيرية”، ويزيد من اشتعال الأزمة السورية، على حد تعبيره.

وأعرب قاسمي عن أمله بأن تواصل تركيا التزامها باتفاق أستانا، وبضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة وأن تقوم بدور مهم في ذلك.

من جهتها، أعربت مصر عن رفضها التدخل العسكري التركي شمالي سوريا، واعتبرت أنه يمثل انتهاكا جديدا للسيادة السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى