الشرق الاوسطرئيسيمقالات رأي

التطبيع يتصاعد.. الإمارات تخترق المقاطعة العربية مع إسرائيل بتعاون تجاري ضخم

تخلت عن مبادئها بقوانين محلية تعزز التطبيع مع تل أبيب

على خطى اختراق المقاطعة العربية القديمة، و التطبيع مع إسرائيل، وبما يكشف الفجوة بين المبادئ والواقع، تخوض الإمارات العربية المتحدة تعاونًا تجاريًّا واقتصاديًّا ضخمًا مع إسرائيل.

وعدا عن أن الإمارات كانت ضمن المقاطعة العربية ومنع التطبيع الذي نتج عن قرارات الجامعة العربية منذ عام 1945، فقد أصدرت لوحدها قانونًا محليًّا يحظر بموجبه إقامة أي علاقات تجارية مع إسرائيل، وأعقبت ذلك بين السبعينات والتسعينات بقرارات مشابهة.

وقالت الباحثة الإسرائيلية كيتي فاكسبيرغر في ورقة بحثية بمنتدى التفكير الإقليمي في إسرائيل: “إن ما يصدر عن الإمارات يمنحنا إشارة على أن المقاطعة العربية لإسرائيل قد ألغيت”.

ولفتت فاكسبيرغر الخبيرة في شؤون دول الخليج بجامعة بن غوريون الإسرائيلية، إلى أنه عقب اتفاق أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين، وبالتحديد عام 1995، أنهت الإمارات مقاطعة إسرائيل، وخصوصا بعد سن قانون أمريكي يعتبر مقاطعتها غير قانونية، وفيما بعد بدأت المقاطعة العربية تتلاشى رويدًا رويدًا.

وبينت أن تلاشي مقاطعة الإمارات اتّضح برسالة وكيل وزارة الاقتصاد الإماراتية عبد الله الصالح، إلى الجهاز الأمريكي لشؤون الصناعة والأمن عام 2008، مؤكدًا فيها تعديل القانون التجاري الإماراتي لعام 1995 يما ينسجم مع القوانين الأمريكية التي تحظر مقاطعة إسرائيل.

وأضافت أن أحد أهم المجالات التي تشهد تعاونًا بين أبو ظبي وتل أبيب هي تجارة الماس.

احتيال متبادل بين الإمارات وإسرائيل لتلاشي الضغوطات الشعبية والإحراجات

وذكرت الباحثة الإسرائيلية أن شركات وموردين إماراتيين يشترون بشراهة من شركات إسرائيلية ضمن القائمة السوداء لحركة المقاطعة العالمية (BDS)، إضافة إلى منتجات التجميل الإسرائيلية.

وعلى سبيل الاحتيال على المواطنين الإماراتيين أو المقاطعين للمنتجات الإسرائيلية، أفادت الباحثة الإسرائيلية بأن بعض البضائع الواردة من تل أبيب لا يُتكتب عليها مصدر صناعتها، لكي لا تدخل الشركات الإماراتية بمشاكل مع زبائنها، وتحقق أرباحها دون ضجيج.

وفي سياق الاحتيال المتبادل، يسافر رجال أعمال إسرائيليون إلى الإمارات بجوازات سفر أجنبية عبر سفريات من خلال العاصمة الأردنية عمان.

وفي عام 2008، وقعت أبو ظبي صفقة بقيمة تزيد عن 800 مليون دولار للتكنولوجيا الأمنية مع رجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كوخافي، الذي يدير شركة Asia Global Technology International المتخصصة بتكنولوجيا المراقبة، وتعمل في القارات الخمس، وفق الباحثة الإسرائيلية.

علاقات على طريق التطور و التطبيع

وأردفت أنه في عام 2018 كُشف النقاب عن أن شركة NSO Group الإسرائيلية باعت لدولة الإمارات منظومة يطلق عليها “فاغسوس” للتجسس والمراقبة على خصوم سياسيين داخل الإمارات وخارجها.

وكان مدير المطار الدولي في دبي DP World سلطان أحمد بن سليم، قد زار في سبتمبر/ أيلول 2018، تل أبيب؛ لتطوير عمل الشركة هناك.

وأعربت فاكسبيرغر عن دهشتها من وصول التجارة الإسرائيلية مع دول الخليج العربي إلى قيمة مليار دولار سنويًّا، مع التوقع بارتفاعها إلى 25 مليارًا.

المصدر: أوروبا بالعربي

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى