رئيسيشئون أوروبية

شركة تضليل إسرائيلية تدخلت في انتخابات أوروبية وإفريقية

كشف تحقيق أجراه مجموعة دولية تضم مئة صحافي، أن شركة تضليل إسرائيلية تدخلت في انتخابات أوروبية وإفريقية بغرض التأثير المسبق عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهر التحقيق لمجموعة الصحافيين الاستقصائيين العاملين في مشروع “فوربيدن ستوريز”، أن الشركة الإسرائيلية تدخلت الشركة في الاستفتاء الذي نظمه الانفصاليون الكاتالونيون في العام 2014 والذي لم تعترف به الحكومة الإسبانية.

وقال إن شركة إسرائيلية سرّية متخصصة في التلاعب بالانتخابات لا سيّما عبر شبكات التواصل الاجتماعي استخدمت للتأثير على عشرات الانتخابات حول العالم خصوصًا في إفريقيا.

والشركة التي أطلق عليها الصحافيون اسم “فريق خورخي” نسبةً للاسم المستعار للمسؤول فيها تل حنان، مؤلفة من أعضاء سابقين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بحسب ما كشف الصحافيون الاستقصائيون الأربعاء.

كما كشف التحقيق أن القضية التي استهدفت مقدم البرامج في شبكة “بي إف إم تي في” رشيد مباركي المتهم بالخضوع لتأثير خارجي مرتبطة بمشروع ضخم للتضليل تديره شركة إسرائيلية.

وقال المدير العام للشبكة الإخبارية مارك أوليفييه فوجييل لإذاعة فرانس أنتر بعدما فتح تحقيقا داخليا وأوقف الصحافي البالغ من العمر 54 عاما عن العمل “لا شك في أن ’بي إف إم‘ هي ضحية في هذه القصة، عندما يتخطى أحد موظفينا التسلسل الهرمي، فهذا يطرح مشكلة”.

وأفاد التحقيق، الذي أجرته مجموعة صحافيي “فوربيدن ستوريز” التي ساهمت فيها عن فرنسا وحدة التحقيق في صحيفة لوموند وإذاعة فرنسا (راديو فرانس)، أن هذه القضية مرتبطة بمشروع ضخم للتضليل تديره شركة إسرائيلية تبيع خدماتها في جميع أنحاء العالم.

وتمكن الصحافيون الاستقصائيون من مقابلة مسؤول في هذه الخلية في إسرائيل حيث تسمى “فريق خورخي”.

وقد أكد لهم، مدعما ذلك بعرض أمامهم، أنه يستطيع أن يحدث بشكل آلي حسابات مزورة على الإنترنت وكتابة محتوى على شبكات التواصل الاجتماعي أو قرصنة بريد إلكتروني أو حسابات على تطبيق تلغرام للتأثير على الحملات الانتخابية خصوصا.

في حالة مباركي على قناة “بي إف إم”، كانت الأخبار التي تم بثها على الهواء تتعلق بالأثرياء الروس القريبين من السلطة، وبقطر والسودان والكاميرون والصحراء الغربية “لحساب عملاء أجانب”، حسب التحقيق.

وكانت القناة الإخبارية الأولى في فرنسا قد فتحت تحقيقا داخليا في كانون الثاني/يناير الماضي بسبب شبهات ضد رشيد مباركي.

وقال فوجييل إن مباركي “تمكن من طلب (بعض) الصور في اللحظة الأخيرة” لتوضيح الأنباء “بينما كان رئيس التحرير مشغولا بأمر آخر، وتمكن من بث كل نشرته”.

وردا على سؤال لموقع بوليتيكو في كانون الثاني/ يناير اعترف مباركي بأنه “استخدم معلومات جاءته من مخبرين” من دون أن يتبع “بالضرورة المسار المعتاد للتحرير”.

وأضاف أن “الأخبار كانت كلها صحيحة وتم التحقق منها (…) لا أستبعد أي شيء، قد أكون تعرضت للخداع لكن لم أشعر أن الأمر كذلك أو أنني كنت جزءا من عملية احتيال. لو عرفت لما فعلت ذلك”.

إلى جانب هذا أشارت نتائج التحقيق إلى أن الشركة الإسرائيلية السرّية قد وُظفت في التلاعب بالانتخابات لا سيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتأثير على عشرات الانتخابات حول العالم خصوصا في أفريقيا.

وقد تظاهر ثلاثة صحافيين من مجموعة “فوربيدن ستوريز”، هم صحافي من إذاعة فرنسا وآخر من صحيفة هآرتس الإسرائيلية وثالث من صحيفة “ذا ماركر” الإسرائيلية، بأنهم زبائن محتملون للشركة، من أجل جمع معلومات حول “فريق خورخي” على مدى عدة أشهر.

كان خورخي متورطا في فضيحة شركة “كامبريدج أناليتيكا” في 2018 وهي شركة متهمة بتحليل كميات كبيرة جدا من البيانات لبيع أدوات تأثير استخدمها خصوصا دونالد ترامب.

وقال لزبائنه المزيفين، بحسب إذاعة فرنسا، إنه “تدخل في 33 حملة انتخابية على المستوى الرئاسي”.

ولفت مسؤول آخر في الشركة إلى أن “ثلثي الحملات الـ33 كانت في دول أفريقية ناطقة بالإنكليزية وبالفرنسية. نجحت 27 منها”.

وأكد موقع مشروع “فوربيدن ستوريز” أن في أفريقيا، “يمكننا التأكيد أنه خلال صيف 2022، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الكينية، أصبح خورخي مهتما (على شبكات التواصل الاجتماعي) بالحسابات التابعة للرئيس المستقبلي وليام روتو” وللعضوين في فريق حملته دينيس إيتومبي وديفيس تشيرشير.

ولفت الموقع الاستقصائي إلى أن الشركة طورت “منذ ستة أعوام منصة رقمية” باسم “إيمس” AIMS (Advanced Impact Media Solutions) تسمح لها بخلق حسابات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي وتشغيلها وتحريكها لتبدو حقيقية.

وبحسب موقع إذاعة فرنسا، “في بداية العام 2023، كان النظام يشغل 39213 حسابا مزيفا مختلفا يمكن تصفحها فيما يشبه الفهرس. هناك صور رمزية من جميع الأعراق والجنسيات والأجناس، منهم من هو أعزب أو مرتبط… وجوهها هي صور لأشخاص حقيقيين مستمدة من الإنترنت، وألقابها هي عبارة عن مزيج من آلاف الألقاب والأسماء المخزنة في قاعدة بيانات”.

وأشار الصحافيون إلى أن الشركة تلجأ أيضا إلى التجسس على شخصيات بارزة، من خلال التنصت عليهم أو قرصنة حساباتهم.

ووفق “فوربيدن ستوريز”، “تولى خورخي السيطرة على أنظمة المراسلات للعديد من المسؤولين الأفارقة رفيعي المستوى، من أجل إثبات فعالية إحدى أدواته. قال للصحافيين (الذين تظاهروا أنهم زبائن): نحن داخل الحسابات. ورأوا حسابين على “جيميل” وحسابا على “غوغل درايف” وقائمة بجهات الاتصال ومجموعة حسابات على تلغرام”.

وأضاف الموقع “بمجرد اختراقه للأنظمة، تمكن خورخي من انتحال شخصية مالك الحساب لإجراء اتصالات مع جهات اتصاله. أرسل خورخي رسائل إلى معارف الضحايا من حسابات تلغرام التي تم اختراقها”.

بهذا، تستطيع الشركة أن تقوم بالتأثير والضغط على صناع قرار أو صحافيين نيابة عن عملائها.

وكان أحد هذه الأخبار يتطرق إلى الصعوبات التي تواجه صناعة اليخوت في موناكو منذ فرض عقوبات دولية على روسيا ومواطنيها، ما قد يلمح إلى أن الهدف من الخبر هو انتقاد سياسة العقوبات التي تفرضها الدول الأوروبية.

ويشار إلى أن شبكة “فوربيدن ستوريز” (“القصص الممنوعة” بالإنكليزية) هي شبكة صحافيين استقصائيين تأسست في العام 2017 بهدف مواصلة عمل صحافيين آخرين مهددين أو مسجونين أو مقتولين.

وفي العام 2021، أثارت هذه الشبكة فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس والتي باعتها مجموعة nso الإسرائيلية لعدة بلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منهم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمغرب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى