الشرق الاوسطرئيسيشئون أوروبية

المستشار الألماني “شولتس” يرفض التهديدات الإيرانية بحق ألمانيا ويدعو لترتيب حزمة عقوبات جديدة ضد طهران

وجه المستشار الألماني أولاف شولتس انتقادات حادة للقيادة الإيرانية، في ضوء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد.

وقال شولتس في رسالته الأسبوعية عبر الفيديو السبت: “ما هو نوع الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها؟ من يتصرف بهذا الشكل يجب أن يتوقع مقاومتنا”.

كما تأتي تصريحات شولتس ردا على تهديدات إيرانية سابقة، حيث هدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مؤخرا بردود فعل تجاه ألمانيا بعد انتقادات برلين لتصدي طهران العنيف للاحتجاجات.

وبعد الانتقادات الألمانية، قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على تويتر: “يمكن لألمانيا أن تختار الانخراط في مواجهة التحديات المشتركة – أو المواجهة. ردنا سيكون مناسبًا وحازمًا. وستكون للعلاقات التاريخية الضارة عواقب طويلة المدى”.

وأشار إلى أن الإضرار بعلاقات تاريخية سيسفر عن عواقب طويلة المدى.

وبحسب مجلة شبيغل الألمانية فإنه بعد نشوب الاحتجاجات المنتقدة للنظام على مستوى البلاد بإيران، اشتدت حدة الخطاب بين برلين وطهران مؤخرا.

كما ناقش البرلمان الألماني “بوندستاغ” طلبا من الكتل البرلمانية لأحزاب الائتلاف الحاكم دعت فيه إلى دعم الاحتجاج في إيران من خلال فرض عقوبات إضافية ضد طهران وتحسين حماية المعارضين الفارين من هناك.

وعلق شولتس على الاحتجاجات في إيران، وهي مستمرة منذ أسابيع، والقمع العنيف للمتظاهرين والاعتقالات وأحكام الإعدام، مشيرا إلى أنه يشاهد ما يحدث في الشوارع وقاعات المحاضرات وقاعات المحاكم، وقال: “نرى النضال من أجل الحرية والعدالة. ونرى طائرات إيرانية مسيرة تهاجم مدنا أوكرانية. كل هذا غير مقبول بالمرة”.

تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، الذي تنتمي إليه وزيرة الخارجية الألمانية.

فيما تشهد إيران على مدار الأسابيع الماضية احتجاجات متكررة ضد السياسة المتشددة للحكومة، وقد انطلقت هذه الاحتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني /22 عاما/ التي لقت حتفها أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها منتصف أيلول/سبتمبر الماضي بسبب مخالفتها لقواعد اللباس الإسلامي.

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك (الخضر) أرسلت انتقادات شديدة اللهجة للنظام الإيراني، وقالت عبر تغريدات لها على موقع تويتر “نقف إلى جانب الرجال والنساء في إيران، ليس اليوم فقط، ولكن: طالما كان ذلك ضروريًا”. وسيتم إعداد حزمة عقوبات أخرى.

وفي الوقت نفسه، نعمل على ضمان عقد جلسة خاصة بشأن إيران في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وأن آلية التحقيق مفوضة”.

وضمن حرب التصريحات الدائرة بين برلين وطهران، نقلت مجلة شبيغل الألمانية موافقة البرلمان على اقتراح المركز الإسلامي الشيعي في هامبورغ.

وقالت المجلة الألمانية تمت الموافقة على اقتراح مقدم من قبل تحالف أحزاب إشارة المرور بأغلبية في البرلمان يُطلب فيه من الحكومة الفيدرالية “فحص ما إذا كان من الممكن إغلاق مركز هامبورغ الإسلامي، وذلك بصفته محورا لعمليات النظام الإيراني في ألمانيا، وفق الطلب.

وتم تصنيف المركز بأنه يدعم متطرفين من قبل مكتب هامبورغ لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية). وتعتبر الحكومة المنشأة بؤرة لطهران.

وكان زعيم حزب الخضر أوميد نوريبور قد دعا إلى إغلاقه منذ أشهر ووصف مركز هامبورغ الإسلامي بأنه “أهم بؤرة للتجسس للنظام في ألمانيا”.

من جانبه أكد المستشار الألماني أولاف شولتس السبت أنه يميل لفرض الاتحاد الأوروبي جولة جديدة من العقوبات على إيران هذا الأسبوع.

وذكر شولتس في مقطع مصور نُشر على تويتر “نريد مواصلة تكثيف الضغط على الحرس الثوري والقيادة السياسية”.

وبحسب القناة التلفزيونية الإخبارية الثانية تشمل البنود البالغ عددها حوالي عشرين بندًا في الاقتراح البرلماني توسيع العقوبات ضد طهران، وإدانة الهجمات العنيفة على المتظاهرين، وتحسين حماية أعضاء المعارضة الإيرانية في ألمانيا.

ووفق شبيغل اشتدت النغمة ضد ألمانيا في إيران بعد أن دعت عدة منظمات طلابية من ميليشيات الباسيج إلى اتخاذ إجراءات ضد الدبلوماسيين الألمان في رسالة مفتوحة إلى وزارة الخارجية الإيرانية، حسبما ذكرت وكالة أنباء فارس.

وأضافت “مع تحديد الدور الجاد الذي لعبته بعض السفارات في الاضطرابات الأخيرة، بما في ذلك ألمانيا وإنكلترا، تغير مشهد المواجهة”. وجاء هذا النداء في أعقاب موقف معاد بشكل متزايد تجاه الدول الأوروبية من قبل المتشددين في إيران.

تلعب الباسيج الموالية للنظام دورًا مهمًا في قمع الاحتجاجات في إيران. وتستهدف الجماعات شبه العسكرية ألمانيا أيضًا.

اقرأ أيضاً: شولتز يعلن عن حزمة بقيمة 65 مليار يورو للمساعدة في تخفيف أسعار الطاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى