فايننشال تايمز: العرب وإسرائيل يتغازلون وفلسطين مهمشة
قالت صحيفة “فايننشال تايمز”، إن الفلسطينيين أصبحوا مهمشين أو متجاهَلين بشكل متزايد ولا يكادون يُذكَرون في الأوساط الرسمية الإسرائيلية، ويتم إغفالهم تماما في البيت الأبيض الأميركي في عهد دونالد ترامب”، وفق ما كتبه الصحفي المخضرم بوب وودورد في كتابه “الخوف”.
وأضافت الكاتبة رولا خلف في مقالها بالصحيفة، “أنه بعد 25 عاما من اتفاقية أوسلو للسلام والمصافحة بين ياسر عرفات وإسحاق رابين في حديقة البيت الأبيض، تم إبعاد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليكون مسألة هامشية”.
وتابعت الكاتبة “أنه بدلا من ذلك بدأ المسؤولون الإسرائيليون يسلطون الضوء على علاقاتهم المزدهرة مع الدول العربية، ذلك التقارب الذي تحقق على الرغم من الفشل المذهل لعملية السلام، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب مؤخرا إلى حد الإشادة بـ”تطبيع” علاقات إسرائيل مع جيرانها”.
وأردفت قائلة: “في غضون ذلك تحتفل إسرائيل بكل خطوة صغيرة علنية كإنجاز كبير، ومن ذلك تخفيف الحظر المفروض على السفر إلى إسرائيل عبر المجال الجوي السعودي، كما فعلت الخطوط الهندية في رحلة مؤخرا من دلهي إلى تل أبيب عبر السعودية”.
وذكرت الكاتبة ما حصل القاهرة التي كما قالت “تتنامى فيها المشاعر المعادية لإسرائيل بالرغم من السلام الرسمي”، حيث احتفلت السفارة الإسرائيلية في مايو/أيار بالذكرى السبعين لتأسيس دولة إسرائيل بحفل أقامته في فندق ريتز كارلتون.
وقالت خلف: “إن هذا الدفء الذي لطالما سعت إليه إسرائيل مع السعودية، كان مدفوعا في الغالب بعداء مشترك تجاه إيران، وأن تخفيف حدة العداوات بين إسرائيل والسعودية كانت قد شجعته إدارة ترامب العازمة على إلغاء إرث الرئيس السابق باراك أوباما”.
وأضافت “أن هذا جعل إدارة ترامب تفترض أن اتباع نهج “من الخارج إلى الداخل” الذي من شأنه أن يجعل إسرائيل تتفاوض مع الدول العربية على مستقبل دولة فلسطينية بدلا من التفاوض المباشر مع الفلسطينيين؛ سيسمح لها بحل النزاع والمطالبة باتفاقية القرن”.
وختمت الصحيفة بالقول: “إن التخلي عن الفلسطينيين سيكون عملا خطيرا للحكام العرب حتى عندما يجدون قضية مشتركة مع إسرائيل حول إيران، وأن قضيتهم يدفع بها إلى مستقبل مجهول بينما تتودد إسرائيل والدول العربية لبعضها بعضا”.