رئيسيشؤون دوليةشئون أوروبية

بلومبيرغ : قمة مكة فرصة للتدخل لرفع الحصار عن قطر وأمر حاسم للمصالح الأمريكية

تحت عنوان ” انهاء حصار قطر أمر حاسم للمصالح الأمريكية” قال وكالة بلومبيرغ الأمريكية، ان قمة مكة المكرمة فرصة مثالية للولايات المتحدة الأمريكية للتدخل لرفع الحصار الجائر المفروض على قطر.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ” من بين الانقسامات العربية ليس هناك ما يضر بالمصالح الأمريكية أكثر من الانقسام الخليجي واصفة الخلاف بأنه اكثر الخلافات العربية ضررا للمصالح الامريكية وأن إنهاء الحصار يجب أن يكون أولوية رئيسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب “.

وذكرت الصحيفة أن حظر الواردات الغذائية وحظر الطائرات الذي اتخذته دول الحصار ضد قطر ، قد دفع بالدوحة إلى أن تكون أكثر اعتماداً على إيران، بينما نجح اقتصادها القوي في أن يتغلب على الحصار ويتخطاه بسهولة.

وأشار التقرير إلى أن الأهم من ذلك بالنسبة للرئيس لترامب، أن أزمة الحصار تلك والمستمرة إلى الآن، تعرقل الآن سياسته الأوسع في الشرق الأوسط، ولا سيما ركائز حملته الكبرى في تبني نهجاً أكثر صرامة وحسماً بكثير ضد إيران؛ ولكن المواجهة الفعالة للتصدي لإيران تتوجب أن تقوم الدول الحليفة للولايات المتحدة بأن تقف في صف واحد لا أن تغرق في انقسامات تقوض من المساعي الأهم للرئيس الأمريكي، وبدلاً من تكوين جبهة عربية وخليجية موحدة ضد إيران، تجد أمريكا نفسها في خضم نزاع عربي داخلي .

وأضافت الوكالة أنه وبالرغم من أهمية المملكة العربية السعودية كحليف رئيسي لأمريكا، لكن قطر أيضاً تستضيف قاعدة العديد الكبرى والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، والتي تضم القيادة المركزية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، والتي لها دور رئيسي في حماية مصالح الولايات المتحدة، كما تسبب الصدع الخليجي القائم إلى الآن في إعاقة جهود الرئيس ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو من أجل إنشاء التحالف العربي المعروف باسم “الناتو العربي” وذلك ليكون جبهة صد رئيسية ضد أي مخاطر إيرانية محتملة.

وأكدت الوكالة الأمريكية، أن كل تلك المؤشرات تؤكد على أن رفع الحصار عن دولة قطر هو أمر ضروري وحاسم بالنسبة للولايات المتحدة، وإن أمريكا التي تتطلع لها كل من قطر والسعودية في دعم مصالحهما، فسيتوجب عليها الآن أن تكون الوسيط الطبيعي لحل هذا النزاع سريعاً، ولسوء الحظ فإن المحاولات الأمريكية السابقة لم تقم بدورها في هذا الصدد، وإن أمريكا تراجعت عن تدخلها في حل الأزمة فيما يبدو مؤخراً، خاصة عقب تقديم الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، مبعوث الرئيس ترامب لحل الأزمة الخليجية، لاستقالته في وقت مبكر من هذا العام، ذلك بعد أن قوبلت مساعيه بعقبات ، ولم يحصل على الدعم المطلوب في تقديره من واشنطن لحل تلك الأزمة ، وإلى الآن لم تقم أمريكا بإرسال مبعوث جديد ليشغل منصب زيني.

وختم المقال بالتأكيد على أن الرئيس دونالد ترامب يتوجب عليه الآن أن يبذل جهداً مضاعفاً لحل تلك الأزمة، وأن تكون بداية تلك الخطوات عبر أن يقوم ترامب- إذا لزم الأمر- بمخاطبة جميع الأطراف بأن إنهاء الحصار هو أولوية رئيسية بالنسبة لأمريكا، كما يتوجب أيضاً تعيين مبعوث جديد ليحل بديلاً عن الجنرال زيني ليشغل منصب المبعوث الخاص لحل الأزمة الخليجية، ويتوجب أن يكون هذا المسؤول الجديد رفيع المستوى ويتمتع بموقع سياسي هام ومكانة سياسية كبرى، بما تمكنه من أن يطالب دول الحصار بالتخلي عن قائمة مطالبهم التعسفية ال13 والعقابية المتعمدة ضد دولة قطر .

ولفتت الى تأكيد الرئيس ترامب على أن التصدي لإيران هو أكبر أولويات سياساته الخارجية فيما يتعلق بملف الشرق الأوسط، كما دفعت الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة الخليجية، عبر الهجمات التي شنت ضد ناقلات نفط سعودية، لعقد اجتماع طارئ للدول العربية، ولهذا فإنه لا يمكن أن يكون هناك وقت أفضل للولايات المتحدة من هذا الوقت لكي تضغط من أجل إيقاف التصعيد ووضع حد للصراع الذي يضرب بين حلفائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى