أردوغان: تركيا وإسرائيل ستستكشفان عمليات حفر مشتركة في شرق البحر المتوسط
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للصحفيين الذين رافقوه في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، إن تركيا وإسرائيل ستستكشفان عمليات حفر مشتركة للطاقة في شرق البحر المتوسط.
والتقى أردوغان يوم الثلاثاء برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، حيث قال الزعيم التركي إن “العلاقات بين البلدين تتحسن” بعد أكثر من عقد من التوترات.
وقال أردوغان للصحفيين إن البلدين اتفقا على التعاون في مجال الطاقة وبناء خط لنقل الطاقة بينهما يصل إلى أوروبا.
وأضاف أردوغان للصحفيين: “نأمل أن نتخذ هذه الخطوة دون تأخير كبير ونبدأ أعمال التنقيب عن الطاقة مع إسرائيل”. وأضاف أنه وجه دعوة لنتنياهو لزيارة تركيا، سيقوم بعدها بزيارة إلى إسرائيل.
واقترح أردوغان آلية جديدة مع إسرائيل من شأنها تعميق التعاون بين وزارات الطاقة والصناعة والسياحة في البلدين.
وقال أيضًا إنهما توصلا إلى اتفاق يقضي بزيادة قيمة التجارة الثنائية من 9.5 مليار دولار إلى 15 مليار دولار على الأقل.
وفي بيان منفصل، قال مكتب نتنياهو إن الزعيمين ملتزمان “بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في التجارة والمسائل الاقتصادية والطاقة”، وأن الزيارات المتبادلة بين الزعيمين ستتم “قريبا”.
ويمثل الاجتماع تحولا كبيرا في العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
ويتمتع الاثنان تاريخيا بعلاقات ودية، لكن العلاقات توترت بعد هجوم إسرائيلي على سفينة تركية تحمل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر أسفر عن مقتل 10 مدنيين في عام 2010.
ويعد أردوغان مؤيدًا قويًا للقضية الفلسطينية، وقد انتقد المسؤولون الإسرائيليون ما يقولون إنه دعم تركيا لحركة حماس، الجماعة التي تحكم غزة، والتي تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل منظمة إرهابية.
لكن أردوغان يعمل على إصلاح العلاقات مع جيران تركيا.
وأفاد موقع ميدل إيست آي في وقت سابق أن أردوغان ألقى دعمه وراء المحاولات الأخيرة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وفي الوقت نفسه، تعمل تركيا على إصلاح علاقاتها مع اليونان، عدوتها التاريخية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وعقد أردوغان، الأربعاء، اجتماعًا استمر أكثر من ساعة مع نظيره اليوناني رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس في نيويورك.
وتتنافس أثينا وأنقرة على المطالبة بالمناطق البحرية التي تحتوي على احتياطيات غاز مربحة. واقترب البلدان من الصراع في عام 2020 بعد اصطدام سفينتهما الحربية في البحر الأبيض المتوسط.
وتوددت تركيا واليونان إلى إسرائيل باعتبارها شريكًا لتطوير البنية التحتية للطاقة.
قالت تركيا إن خطة أثينا لإنشاء خط أنابيب شرق البحر الأبيض المتوسط الذي يربط حقول الغاز الإسرائيلية باليونان وإيطاليا غير واقعية، وإنها تنتهك حقوقها البحرية.
وتم وضع الخطة على الرف في نهاية المطاف، حيث رفضت شركات الطاقة دفع ثمنها البالغ 6 مليارات دولار، وانتقدت الولايات المتحدة جدواها.
وفي الآونة الأخيرة، أفاد موقع “ميدل إيست آي” أن قبرص، الحليف الوثيق لليونان، تضغط من أجل نسخة مصغرة من خط الأنابيب الذي سيربط إسرائيل بهذه الدولة الجزيرة المقسمة حيث يمكن شحن الغاز منها على شكل غاز طبيعي مسال.
ويمكن لخط الأنابيب هذا أن يتنافس مع خطة أناكارا.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار الأسبوع الماضي إن تركيا لا تزال تناقش مد خط أنابيب من إسرائيل إلى تركيا ثم إلى أوروبا.
وقال: “إنه أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، وأكثر جدوى بكثير. يمكنك بسهولة جذب رأس المال وكسب المال للمستثمرين من خلال هذا المشروع”.