روسيا تعلن الانسحاب الكامل لقواتها من كاراباخ الأذربيجانية
صرح الكرملين في إعلان مفاجئ، بأن روسيا ستسحب جميع قواتها البالغ عددها حوالي 2000 جندي من منطقة كاراباخ الأذربيجانية، وذلك بعد ستة أشهر فقط من مشاهدة نزوح جماعي قسري للسكان الأرمن في المنطقة.
وأكد السكرتير الصحفي للكرملين دميتري بيسكوف الانسحاب يوم الأربعاء، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية تاس.
وبموجب شروط وقف إطلاق النار لعام 2020 بين أذربيجان وأرمينيا ، تمركز 1960 جنديًا روسيًا بالإضافة إلى مئات الوحدات من ناقلات الجنود المدرعة وغيرها من المعدات العسكرية في المنطقة.
وكان لديهم تفويض لحفظ السلام حتى نهاية عام 2025 على الأقل، لكن موسكو توجه جميع الموارد المتاحة إلى حربها على أوكرانيا.
وكانت المنطقة الجبلية، الواقعة داخل الحدود الدولية لأذربيجان، يحكمها سكانها من العرق الأرمني باعتبارها جمهورية ناغورنو كاراباخ غير المعترف بها منذ الحرب التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي.
ومع ذلك، لم تتدخل الوحدة العسكرية الروسية عندما بدأت أذربيجان حصارًا طويل الأمد على خطوط الإمداد في المنطقة اعتبارًا من ديسمبر 2022، مما أثار أزمة إنسانية.
كما انسحبت قوات موسكو من مواقعها بين الجانبين في سبتمبر من العام الماضي، قبل لحظات من بدء أذربيجان هجوما مفاجئا للسيطرة الكاملة على المنطقة الانفصالية.
وقد فر جميع الأرمن الذين يعيشون في ناجورنو كاراباخ البالغ عددهم 100 ألف تقريبًا من منازلهم في أعقاب ذلك.
وفي ديسمبر/كانون الأول، قال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، إن “فرقتنا العسكرية تواصل تنفيذ المهام كضامن لإمكانية بناء حياة سلمية وعودة السكان إلى المنطقة”. ولكن لم يتم وضع آلية تمكن اللاجئين من العودة إلى ديارهم.
وتأتي أنباء الانسحاب وسط خلاف متزايد بين أرمينيا وحليفتها التاريخية روسيا.
ورفضت الدولة الواقعة في جنوب القوقاز موسكو مؤخرًا بتجميد عضويتها في الكتلة العسكرية الروسية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي قبل إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة. وتدفع يريفان أيضاً نحو تكامل أوثق مع الاتحاد الأوروبي.
وقد كثفت روسيا في الأشهر الأخيرة قصفها للبنية التحتية المدنية، وبدأت أوكرانيا في نفاد صواريخ الدفاع الجوي اللازمة لمنعها. ولم تتمكن كييف من تجديد مخزونها، حيث تم تعليق مساعدات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار في الكونجرس بسبب الجمود الحزبي.