وزير خارجية قطر: لن ننجر وراء سياسة المحاور
الدوحة-
حذر وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الاثنين من سياسة المحاور التي تحاول دول الحصار فرضها على المنطقة، مؤكدا أن قطر لن تنجر وراء تلك السياسات، ولن تساوم على سيادتها.
ودعا آل ثاني للابتعاد عن كل ما يرسخ سياسة الاستقطاب الحاد التي جعلت من الشرق الأوسط منطقة صراعات ومآس، فلا تكاد تخرج من أزمة إلا ودخلت في أخرى.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الوزير على هامش الدورة الرابعة لمنتدى دراسات الخليج الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، واستمر ثلاثة أيام ابتداء من السبت، بحضور مفكرين وخبراء وأكاديميين.
وانتقد وزير خارجية قطر محاولة دول معينة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والاعتداء على سيادتها، مشيرا إلى أن بلاده لن تساوم على سيادتها وقرارها المستقل، انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل الذي جرت به العادة في العالم.
ولفت الوزير القطري إلى أن مشكلة البعض مع بلاده هي أنها دولة فاعلة إقليميا ودوليا، ومتقدمة في مجال التنمية، وجعلت من الإنسان محورها، بالإضافة إلى أنها من كبار مصدري الطاقة عالميا، وهذا ما حز في قلوب دول الحصار.
ونبه إلى أن عصر الطغيان قد ولى، والعالم لديه مصالح متشابكة، وقطر تربطها علاقات اقتصادية كبيرة بالقوى الدولية، حيث تعتمد اليابان وكوريا الجنوبية بنسبة كبيرة على الطاقة التي تصدرها قطر، وهذا هو حال بريطانيا، وحتى دولة الإمارات التي لم تقطع الدوحة عنها الغاز حتى الساعة.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن الإعلام العربي الموجه لبعض الدول لعب دورا سلبيا بهدف السير بالمنطقة في أجندات خاصة هدفها تقييد حرية الشعوب، ويظهر ذلك من خلال جيوش إلكترونية توجهها حكومات لغزو عقول الناس، حيث غاب صوت الحكمة الذي تريد تلك الدول أن يظل غائبا، لتظل قوى سياسية في المنطقة تتلاعب بمصالح الشعوب.
واستغرب الوزير من استفحال الأزمات خصوصا في ليبيا وسوريا واليمن، وكذلك فلسطين، بالإضافة إلى أزمة الخليج التي لم يكن يتوقعها أحد، وهي أزمات جعلت المنطقة منطقة أزمات ومشاكل، مطالبا ببذل الجميع جهودهم لحل هذه الأزمات كي تنعم شعوب المنطقة بالأمن والأمان.
وعرّج على موضوع تنظيم مونديال 2022، وقال “تقدمنا لاستضافة المونديال لنقول للعالم إن العرب قادرون على رسم البسمة على شفاه الجميع، ولو مرة واحدة، لكن دول الحصار لم يرق لها أن تكون قطر قطعت عنها شوطا بعيدا في مختلف المجالات”. وأضاف “عندما تكون هذه هي حالنا فستكون هناك دول تحاول فرملة انطلاقنا، لكننا نرفض ذلك”.
لماذا الحصار؟
وتساءل الوزير عن سبب حصار قطر وقال: لماذا قطر، ولماذا الآن؟ موضحا “لعلكم تتذكرون الفبركة التي تسببت في أزمة الخليج، والادعاءات التي صاحبتها، والحملات الدولية لتشويه سمعة قطر، ذلك ما فرض علينا التحرك على كل المستويات لدحض تلك المزاعم، وقد نجحنا بشكل كبير”.
وخلص إلى أن بلاده ترى أن الخلافات والصراعات لا يمكن أن تحل إلا بحوار إقليمي يحدد مصالح هذه الدول، بحيث تستوي في الحقوق والواجبات، ولا تحلم دولة كبيرة بابتزاز دولة صغيرة “بذلك يعم الوعي والتعاون والوحدة الإيجابية كما نراها في الاتحاد الأوروبي، ونتمنى أن يصل إقليمنا لهذه العقلية”.
وحول ما إذا كانت قمة الخليج المرتقبة في الكويت ستتناول أزمة الخليج، أجاب الشيخ محمد بن عبد الرحمن بأن الدوحة تسلمت دعوة من الكويت ولبتها، لكنها لا تعرف ما إذا كانت الأزمة ستبحث أم لا.
وشدد وزير الخارجية على أن دول الحصار إذا كانت تحاول تعطيل مجلس التعاون فلتعلن ذلك، فقطر لن تغادره ما دام موجودا، لثقتها بأن مصالح شعوب الخليج تحتاج وجود المجلس متماسكا ومتصالحا مع نفسه.