الشرق الاوسطرئيسيشئون أوروبيةمقالات رأي

مصابة بالسرطان ورُفض الإفراج عنها.. وفاة علياء عبد النور بسجون الإمارات

بعد رفض إفراج سلطات الإمارات عنها رغم مرضها بالسرطان، توفيت المُعتقلة في السجون الإماراتية علياء عبد النور، السبت.

وأوضحت مصادر عائلية وحقوقية أن عبد النور توفيت بعد تدهور حالتها الصحية، وانتشار مرض السرطان في أنحاء جسدها.

وكانت مؤسسات حقوقية دولية طالبت سلطات الإمارات بالإفراج عنها لتقضي أيامها الأخيرة مع أسرتها، لكن السلطات لم تستجيب.

وعقب انتشار خبر وفاتها، صب النشطاء على مواقع التواصل جام غضبهم على المسؤولين الإماراتيين، تحت وسم #وفاة_المعتقلة_علياء_عبدالنور.

واعتقلت علياء عبد النور في 29 يوليو/ تموز 2015 بتهمة “تمويل الإرهاب والتعامل مع الإرهابيين”، وكانت واحدة من فتيات الإمارات اللاتي عشن في السجن وتعرضن للإخفاء القسري.

 

ولم تسمح السلطات الإماراتية لعلياء عبد النور خلال عزلها القسري لمدة أربعة أشهر، بالاتصال بأسرتها، ولم تفصح أيضًا عن مكانها.

وتعرضت علياء على مدار ثمانية أشهر لأشكال عديدة من التعذيب، شملت تقييد الأطراف وعصب الأعين لنحو 18 ساعة يوميًّا، بالإضافة إلى إجبارها على خلع الحجاب والوقوف ساعات طويلة.

وبعد ذلك، عُقدت محكمة لعلياء عبد النور بتهمة “تمويل الإرهاب والتعامل مع إرهابيين خارج البلاد”، وحكمت عليها بالسجن 10 سنوات.

وبقيت الفقيدة تصارع السجن والمرض في عزلتها، في حين كان المسؤولون الإماراتيون يُطلقون وزارات “التسامح” و”اللا مستحيل”.

وفقدت علياء داخل سجن الوثبة أكثر من 10 كيلوغرامات من وزنها، وعاد مرض السرطان للانتشار بجسدها مع ظهور تورمات في الغدد الليمفاوية وتكيس وتليف بالكبد.

كما كانت عبد النور مصابة بهشاشة في العظام نتيجة احتجازها مدة كبيرة في غرفة شديدة البرودة دون فرش أو غطاء.

وفي 10 يناير/ كانون الثاني الماضي، كشف المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان عن نقل علياء إلى مستشفى توام بمدينة العين دون إخطار عائلتها ودون أي تبرير، بعدما كانت في مستشفى المفرق الحكومي.

وأوضح المركز أن علياء كانت خلال فترة الحجز الطبي مقيدة إلى سرير في غرفة دون تهوية، مؤكدة أن النيابة العامة رفضت السماح بنزع القيود من أطرافها.

وحاولت عائلتها الاستنجاد بأعلى سلطة قضائية في الإمارات، لكن تلك السلطة لم ترأف بحالها، وأدت الحكم الصادر بحقها، ورفضت الإفراج المؤقت عنها للعلاج.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى